。⋆୨🌸୧⋆ 。
في اليوم الموّالي :
رمشت لمرّتين بكسل كي أبعد النّوم الّذي لازال يعتلي جفوني و مع هذا فلازلت أحسّ بقبضة النّوم تخذّر جسدي حاليّا ...
إستدرتُ بنظراتي قليلا فوجدتُ ماثياس بجانبي محيطا خصري بين ذراعيه فيما رأسه كان مستقرّ بالقرب من عنقي و أنفاسه و رغم هدوئها و إنتظامها إلا أنّني أحسّ بحرارتها تضرب جلد رقبتي و تتسبّب لي في سير قشعريرة خفيفة على طول جسدي ...
إبتلعتُ بتوتّر من الإحتكاك المفرط بين أجسادنا ثمّ مددتُ يدي ببطء شديد كي أضعها على ذراعه و أرفعها من على خصري برفق ... لكن سرعان ما أحسستُ بماثياس يتحرّك قليلا بينما يرخي لفّ ذراعيه حولي ... أظنّ أنّه سيستيقظ ...
في تلك اللّحظة حاولت الإبتعاد قليلا بينما هو كان يرفع ذراعه لمستوى وجهه و يغطّي بها عينيه و أستطيع التّوقّع أنّ النّور الّذي ينبعث من النّافذة هو الّذي أزعجه ... شعور سيّء بالفعل ...
لكن سرعان ما أنزل ذراعه و حاول فتح عينيه على نحو ناعس ... فرك عينيه بكسل ثمّ إستدار لجهتي و إبتسامته الجانبيّة الهادئة كانت قد أرتسمت على ملامحه فور ما إلتقطتني نظراته ...
بملامح طفوليّة و صوت منخفض حتّى سمعته يهمس على نحو هادئ "دميتي" ، و فور ما نطق بها إلى أن إستدار للجهة الأخرى واضعا ذراعه على مستوى عينيه ثمّ بقي ساكنا في مكانه لثوانٍ قليلة ... لكنّني عندها تنهّدتُ بخفّة ثمّ إعتدلتُ في جلستي و كنت أحاول الإبتعاد من جانبه ببطء ...
"ماثياس ، هل تستطيع أن تدلّني على حمّام لغرفة أخرى ؟" ، رميت سؤالي بمزيج من الهدوء و التّوتّر بينما كنت أطالعه بنظرات متردّدة بعض الشّيء ... من المحرج النّوم بجانبه ثمّ أسأله عن حمّام لغرفة أخرى ، محرج !
رفع سوداوتيه اللّامعتين باتّجاهي ثمّ رسم إبتسامة خافتة و أجاب بصوته السّاخر المعتاد "أحببتُ خصلاتكِ" ، ضحك بخفّة و بقي يطالعني بنظرات ثابتة و إبتسامته الهادئة لا تخفى عن ملامحه ... هو غريب بالفعل و حتّى نظراته كانت مريبة و لا تبعث الإطمئنان أبدا بالرّغم من هدوئها ...
لذا قلّبت عيناي بملل و قرّرت تجاهل ردّة فعله الّتي لم تكن غريبة على كلّ حال ، حركاته المجنونة معروفة ...
لكن حينها رفعت جسدي من على السّرير ثمّ إستقمتُ مستأنفة سيري لمغادرة الغرفة لكن تبّا و قد إنتبهتُ لقُصر هذا التّيشيرت الّذي كنت أرتديه ... لذا مددتُ يدي لإنزاله قليلا ريثما أتخطّى الغرفة ... من الغريب النّوم معه بهكذا مظهر لكنّه لا يفسح لي المجال للتّفكير بكلّ تلك الحواجز الّتي كنت أضعها مع نفسي ... و مع هذا ماثياس علّمني الكثير من الأشياء ... لِما علينا وضع تلك الحواجز مع أنفسنا و نحن نستطيع تجاوزها و الإستمرار بدونها ؟!
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...