تصبب العرق مني رغم برودة الجو، ماهذه المصيبة التي حلت عليّ، وماذا يمكنني أن أفعل..؟!
كيف ساء الوضع هكذا فجأةً؟!!بزغ الفجر معلناً بداية يومٍ جديد، يومٍ طال انتظاره طويلاً، استيقظ الكثير من الشباب اليوم بأملٍ جديد..
اليوم وأخيراً فُتح باب طال إغلاقه، أخيراً ستدبُّ الحياة في تلك القاعات التي طال سكونها، ولم تخطها قدمٌ محببةٌ إليها منذ نصف عامٍ تقريباً..
وثبت من علىٰ فراشي كجوادٍ طال أسره وقد تحرر أخيراً، لم أحتج لوقت كي أستعيد توازني كما فعلت أختي فأنا في الواقع لم أنم ليلتي تلك أبداً.. كنت أحصي الثواني حتى أذان الفجر!، والآن أخيراً ترددت تكبيراتٌ صدحت في الأجواء معلنةً وصوله..
في دقائق معدودات وبحركةٍ سريعةٍ وجدني الشارع أسرح فيه قاصدةً (مواصلات الشهدا)، فبالطبع لن يأتي السائق منذ اليوم الأوّل، وصديقتي لن تصحبني اليوم لظرفٍ طارئ..
كان الجميع يعلم بأمر رهابي من المواصلات، لكن شوقي للعودة إلى جامعتي كان أقوىٰ، وصلت إلىٰ منتصف الطريق بعد أن استعنت بعددٍ من النساء عليه، وبينما أسير قاصدة آخر محطةٍ سأركب منها مباشرة إلىٰ الجامعة -وكانت الوجوه قليلةً تكاد تحصىٰ بأصابع اليد، فقد قادني حماسي للخروج باكراً جداً- حدث ما لم أكن أتوقعه يوماً، يبدو أن الحياة تصر على إبهاري كل يوم..
ظهر أمامي فجأةً! صرخ قائلاً: أرجوك ساعديني!
ماذا؟! من هذا و ماذا يريد و لم أنا بالذات؟! وما هذه الملابس العجيبة التي يرتديها ولِم يتحدث باللغة العربية؟!!
نظرت إليه ولم أنطق بحرفٍ واحد، فأنا كنت أواجه صعوبةً في التحدث إلى البشر الطبيعيين فما بالك بهذا الغريب الهيأة!
أعاد جملته مرة تلو الأخرىٰ، ابتلعت ريقي وسألته بصعوبةٍ ماذا يريد، فأجاب:
_خذيني معك وسأخبرك!
ماذا؟! آخذ من وإلى أين؟!يتبع...

أنت تقرأ
الغريب
Misterio / Suspensoمكتملة💙 إنه مجنون.. هذا ما تبادر لذهني في تلك اللحظة، استدبرت وحثثت خطاي مبتعدة عنه.. فتبعني! لحسن الحظ وصلت إحدى العربات التي أقصدها فهممت بالصعود لكنه منعني! اغرورقت عيناي بالدموع، ماذا أفعل.. لم ير ما أنذرت به مقلتيّ لكنّه شعر بسكوني وتصلّبي...