11

170 7 0
                                    

                                     [ليلٌ وبحر]

< في مكان غبنا عن ذكره أمد  ، ليلى رفيقة الأمواج >
خلت حياتها في فترة خروجها من بلدها من اختلاط اصوات الكبير والصغير ، الرقيق والثقيل.. مجرّد استماع لهموم حزين وتطبيب جرح بحكم شغلها كـ طبيبة نفسية ، يخفف وحدتها البحر وموجه - صديقها - مُستمع احزانها ، مثل جلستها بهاللحظة.. مُقابله تحاكيه ترمي له جبال همومها يستمع لها ، ويستمع لها آخر مُتخفي ! يختبئ وراء الكاب الي يخفي نصف ملامحه وبيده دخانه يسمع لصوتها في الخفاء رافض فكرة معرفتها بمراقبته لها في أحيان كثير - سرّه وأسراره - هي ، نطق في خفاءه : خافي الموج ياصاحبته ماقلناه ؟
عقد حواجبه من شافها تلمّ حاجياتها في شنطة يحمله كتفها بينما تضع سماعاتها وتمشي بجانبها البحر وأمامها الطريق خافت الاضاءات ووراءها الي ماتعرف به يتبع خطواتها بصمت ( يتأمل ) ، يدّه في جيبه يدّفيها من برد الشتاء.. يمرّ الوقت وعيونه ماتمرّ على غيرها يشوفها تمسح على قطّ تحاول تخفف عليه البرد ويشوف رقيق حضنها له تهمس له باللي يتنهد لأنه مايسمعه ، ويتنهد فوق المرة مرات لأنه يعرف ان موعد عودتها حان من شاف الساعة تشير لـ 12:00 وفعلاً.. شافها تودّع القط وتترك له وشاحها تتأهب للذهاب .

< فوق السحاب العالي وتحت عند سحاب الأرض >
جالسة فوق سريرها تضم أقدامها وتحاكي صديقتها بغضب : أجلوها قلت لكم ما أقدر اطلع هالفترة ! ردّت صديقتها نُهى بغضب مماثل : تعرفين وأعرف ان هالطلعة من مُدة مخططين ومو باليد نأجلها !
- أعرف ! بس تعرفين بعد ان أبوي ساحب السيارة ومانع علي الطلعة ..
- الهشام وأعرفه مايرفض لك الطلب حاكيه ! أطلبيه ..
- كأني ما حاولت ، رافض بشدّة هالمرة .           
سكنت لثواني تراودها فكرة شرّ ! تنهدت من توالى عليها خيال أبوها وايش بتكون ردّة فعله ! بيزعل فوق زعله الي للحين مارضى منه ، لكنّها تشجعت تحاكي نفسها بإن محد بيعرف ، بتروح وقت قصيير وبترجع ..مُباشرةً قامت تتجهز بكُل خفاء يكتسيها التوتر كونها خطوة جريئة فريدة من نوعها !
تتمرد وما تمنعها افكارها الّي من بين الثانية وتاليها تزيد توترها لكنّها ببساطة سحاب ! سحاب الأرض الي مايمتنع تسرعها من مُقاومة حواجزه مثل مقاومة توترها بهاللحظة تماماً !
وصلت للباب الخلفي تخفي أثر صوت وقعها وتتمهل في مشيها تتلفت يمين وشمال.. على حدّ الخروج من الباب توقفت خطواتها !! تلتفت ويلتفت قلبها المُتوتر للصوت الي اخترق مسمعها تفزّ ! تفزّ للي يسأل وين مسار دربها ووين بتروح !
تنفست الصعداء تعيش بعد موت قلبي خوف يكون أبوها لكنه حتماً نِضال ! تنهدت تعصّب انه وتّرها ويعصّبها سؤاله الّي وسرعان مانطقت تتأكد انها المقصودة به : تسألني ؟
ابتسمت ساخرة من ردّ عليها مباشرة بالإيجاب : معليش تعلمني من أنت ؟ ولو من تكون بحق مين تسأل ؟
تقدّمت خطواته يجعل من خطواتها تتراجع وينطق بالسخرية المماثله : المتوصي عليك أنا ! والحين ياوصيتي أبغى اعرف وين دربك ؟
زفرت من أدركت ان ليلها يطول كثير ، نطقت وكل صبرها في محكّ النفاذ : دربّي يجهلك ! ما يعلمك غير شماله لو ودّك ، وخّر .
تماشت خطواتها تسفهه وتخطو دربها لأحد سيارات التكاسي بينما تجمّدت نظراته وثار هدوءه يشدّ على يدّه يأذيها بالشد تاخذ العقاب نيابة عن المُتسرعة الي ينعتها بالمُغيضة .

إنتهى .

    (هالبارت نستشعر فيه فرق لبُ الشخصيات من شخص لشخص) !
    الرقيق مثل ليلى الّي ماتشارك اوجاعها الّا للبحر الّي يحضن همومها
    ويمزجه مع كلّه بصدر رحب لأنها ماتقوى الجرح للغير وتعرف البحر
    ماتوجعه همومها الصغيرة عند مُهيب حجمه ، أو المُتسرعة سحاب
  صعبة التحكم كثيرة التهوّر الّي مع الوقت بنتعمق فيما وراء افتعال جنونها
   الجامح
  وإلخ .. من الشخصيات الّي يضمها قلمي والّي مُتيقنة انكم تعمقتم فيهم 
  بشعور مختلف يخص كل شخصية من الشخصيات .
____________________________
إنستغرام : ttli999

سراج الليالي يضيء نهال الثمارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن