لكنّ.. مُحال يتركها في سبيل ودّها .
تراجعت خطواته يتحرك فيها لسيارته الّي وسرعان ما صدى صوت احتكاها دليل تحرّكها السريع ، تتوزع أنظاره مابين يمين وشمال يدورّ شبيه هيئتها يتمنى إن العين تلمحها ولا تفرّ منه.. وتكسب العين المُراد من وقت مرّت عيونه عليها يشوفها توقّف ' تاكسي ' ويحرّك وراهم يدري انه مو من حقّه ويدري انها مو عاداته لكنّه بيتعامل معها بالمثل الّي يتعجب منه فيها كيف يطول تمرّدها هالقدّ ؟ يضحك - بـسُخرية -و يتعجب منها حييل !< عند سراج الليل ونهال الثمار : في ليل يترأسه القمر المكتمل >
توقفت خطواتها أمام غرفتي القبو تتأمل عيونها الغرفة المجاورة لغرفة الرسم خاصتها والّي يشُع فيها الضوء الخافت يخبّرها بوجد سِراج داخلها والأكيد ان يدّه تخط أحد مؤلفاته العريقة ، تتنهد .. تتوجسّ .. وتخطو خطواتها تفتح غرفة الرّسم ومُرادها لوحه والمستلزمات لرسم لوحة تنوي تصُف شعور جديد على رفّ رسوماتها العديدة ، تحيّرت بالّي تختارُه تسند مرفقها على مُساند يساعد يدّها ترخي خدّها لجل تتأمل وتتخير الألوان والفُرش وإلخ ، تقدّمت تفتح الباب الخارجي يستقبلها نِهال الأشجار المُختلِف أحجامها والنخل والقمر المضوي ليلة مُظلمة ، توقّفت تُتركز أقدام الخشب الي يحمل اللوحة في عمّق العشب ، يغطيها الشال الصوفي ويرفع شعرها - طوق - رفيع تستعد لخوض رحلة رسمية جديدة تمشي معها درب الشعور الي يتحرك به قلبها مثل تحرّك يدها وتمايلها على اللّوحة . بدأت تثبّت مجرّة شعورها يبتدي الوقت يعدّي وتبتدي ملامح المجرّة توضح تختار كوكب - زُحل - يزهى على باقي الكواكب ويتميّز .. تحطّ له حلقة تطوّقه وتتشبث فيه ، تشبهه بها بأحاسيسها الي تُحيط بها والّي تحيرها تضيعها تحجزها تطمع باستحلال فكرها ما تفارقها مثل زّحل وحلقاته تماماً ! مرّت عقارب الساعات الطويلة الّي مع كل مرور يتبين لنا إشراق جديد ومعلم من لوحتها الي تتفانى في صُنعها وتعطي جهدها تُكسبها مشاعر تحيى بها . ارتمت على العشب تزفر ارهاق ومن بعده تقرر تاخذ راحة ومُباشرةً دخلت المطبخ تسوي لها " شاي أخضر " ويشدّها الكثير من الشاي الأحمر تبتسم كيف انهم حتى في الشاي مُختلفين تفضل الأخضر ويحب الأحمر ، ويدخل على وقت دخوله لأفكارها تلمحه وتصدّ يصدى صوت انتهاء الموية من غليانها ، استمرت تحرّك الملعقة تمزج السكّر تحت نظرات سِراج الي يرتكز ظهره ' يتأمل ' وينطق باسمها الّي جبرها تلتف تسمع منطوقه : من هي ؟
انعقد الحاجب تسأله من ؟ ويردّ : سبب مبكاك والّي تلفظين بإني الجاي بها ! تاهت عيونها تتشتت تلبث الوقت الي يستوعبه عقلها والّي ينظم انفاسها تهدى وتهدي .. رفعت عيونها تتكلم بالرجاء : يصير ما نفتح الموضوع ؟ يصير نبقى على ما حنّا وتبقى الأوضاع بغطائها للوقت الّي نبعد فيه وتتلاشى الأسئلة مابيننا ؟
تعلقت أنظاره فيها ينغزه قلبها وهي بالمثل يتلفظ بإسمها وينادي رجاء خفي : نِهال !
ما لقط مسمعك كلامي ؟ ما سمعتيه وما توصلتي لشي ؟ ما فهمتي اني مثلك ( تايه ) ما أعرف لشعوري مقرّ يمرّ علي كومة مشاعر ما يتميّز حقيقها من وهمها ؟
رجفت أجفانها تشدّ على فكها تثبّت نفسها تقسى ما تحنّ : أعرف ! سمعت وشفت بس .. ويمنع حكيها غصّة استقرت محلّ حنجرتها يرتجف ثغرها وتتوتر يحاول كلّها يجمع ثباته تبتلع ريقها تكمّل : بس كمان يتذكر مسمعي كلامي وقت حكيت لك ان عقدنا مُجرد ' حبر على ورق ' ما بيغير شي ! والأسف مني لك ؛ نسيت هالشي وقت صار الي صار ، وقت الّي شفتني فيه أُخلف بمقولة لساني !معليش . يمكن إنت بعد ناسي هذاني أذكرنا مرة ثانية : بحياتك أنت المدبر وبحياتي أنا المُتحكّمة ، مجرد حبّر على ورق مابيقدم ولا بيأخر ولا بيغير، أعتبرك بشر مساوي لغيرك وتعتبرني باعتباري لك ومايغيب عدم التلامس من الذكر .
تصلّب فكه ينطق بحدّة : إن كان شفتي منّي الاعتراض على الي صار علّميني يمكن عقلك توهمّ ! خلّي هالبلاهات ولا تنسى النِهال إني زوجها بشرع محكم مُنزّل مايوقفني عنها ورق بلحظة اختلاط مشاعر تسوى . يُدرك انّه يتناقض للمرة الغير معدودة يجنّ ويثبت لها فعلاً المتاهات الواقع فيها مايوعي كلامه ولا نفسه ، وتتركه يحتويها غضب و تنطق بإنها مستحيل تناقشه الّا وقت يهدى تتركه يتنهدّ وتتماشى خطواته يسوي الّي جاي لجله يهدي أعصابه فيه ، وياخذه يرافقه معه للغرفة يرجع لها مرة ثانية ومعه رفيق دربه ' الشاي ' هالمرة ، أرخاه على الطاولة تتناول يده القلم والثانية الكتاب ذو الاستثناء والّي أكيد تعود حروف الكتاب وصفاً لها ! لبهاها وعُلاها أغصانها وجذورها .. أوراقها الرقيقة ، كلٌ في كلٍ ملك ذكرها فيه ! وبالطبع هنالك تناقضٌ آخر أُضيف الى الصفوف عندما بدأ الكتابةَ عنها بعد عهدٍ قطعه على نفسه في ألا يذكر حروف الحب مجدداً ولكنّها ولمرة آخرى أيضاً ( تُعجزه ) ، وها هو الآن يُبلل الورق بالحبر يفيض ويُبحر في رحلة عنوانها - هي - ولا غيرها . يوظّف جميع موهِبته في مُحاولة شرح شعوره تجاهها ووصف ماتكون عليه من علوٍ في قلبه عادةً ولكنّه يصعُب للمرة الأولى !! كيف له أن يكتب عدداً هائلاً من مشاعرٍ مُتشعبةٍ لا نهاية مطافٍ لها ولا جِدار .
أنت تقرأ
سراج الليالي يضيء نهال الثمار
Romanceإحذر ! (موجٌ ساحبٌ أخاذ سيمرُ على القارئ فيبلله بعجيب الحروف) ! نسمة رقيقة الشعور تمرُ على مجمع القلوب؛لتربط الغافل وتجلُب الراحل ! ليس للهروب ذكرٌ هنا؛ فكلُ ماضٍ سيحضر وكُل مُغطى سيكشف (كما لو كان الربيع بعد الشتاء) ففي عزّ انتشار الكُره أمر الزمان...