' رفيق الموج .. ليلى '
في الساعات الأخيرة من الليل وكعادتها أمام البحر يغطيها الشال وتحتويه ، قدامها أوراق المراجعين تدقق فيهم يشغلها إيجاد الحلول العلاجية ، هالمرّة يطول ليلها لما بعد الساعة 12:00 تطوّل معه وتسامره تبرى همومها في الوقت الي تحسّ انها فعلاً بذلت جهد لجل الناس لجل تطيّب جروحهم تمسح عليها تعطيها العلاج - من بعد الله - ويقصرّ الليل تركض عقارب الساعة للوقت الي هيّ خلصت فيه مباشرةً تلمّ الأوراق والموجود على مفرشها البسيط الّي وسرعان ما طوته ينظم معهم لـ السلة ترخي جسدها وتتنهد بعد طول عمل وتفكير ، شالتها أقدامها وكتفها يحمل السلّة تلبس الكاب ومن بعده يدخل أذانها السماعات تبتدي رحلة موسيقية مع " كاظم الساهر " يشاركها طول الطريق تقطع مسافات المشي معه وبه .
و بعد الدقائق الكثيرة ينتهي بها الوقت في سيارتها تحرّك للبيت لولا ! .. فزعها وقت أدركتْ وحسّت برخاء الكفر !يسرقها الإرهاق تضرب جبينها بخفّة ماعاد لها الحيل تفكر بالحل المُنقذ يصرخ داخلها بالرفض : مو وقتك مو وقتك ! وسُرعان ماتنهدّت تنزّل من السيارة تشيك عليهم و ياخذها الضيق من تأكدت أحسيسها ، نزلت الكاب ترخي يدّها على خصرها وتاخذ ثقيل النفس تفكر بالحل إلا إن الذعر تملكها من راودها ظلّ يتركها تتراجع خوف وفزع ! ترفع عيونها يسكن داخلها تُصعق من تعرّفت عليه عيونها ! هو بحدّ ذاته .. تقرّ وتجزم إنه نفسه ذو الرسائل المجهولة بهيأته ' مِعطف شديد السواد يطول للساق ، يغطه كاب و نظارة تحجب العين عن العين ' تقدّم يرمي الدُخان يدوس عليه ويُظهر ابتسامة مجهولة العِبر : طال ليل اليوم ولا ؟ بالمُناسبة .. أقدر اساعدك ! اثبت لك اني الحليف ، ماودّك ؟ تتوسع أنظارها ينجح للمرة الثانية في أنه يضرب أعمق نقطة توتر باقية يعصف بها يتركها تجنّ من غموض حكيه تثور والفضول ياخذها لمنحنى الاكيد ان ماودها به . مُباشرةً تقرر ترفض مساعدته : لا مشكور . يتبسّم ينزّل يده لجيب المعطف يمسك الدخان باليسار يولعه باليمين وينفث هواه ويتأمل مُجاهدتها وهي تفتح الباب الخلفي تاخذ الاستبنه ( الكفر الاحتياطي ) تعض شفايفها لأنها نست انها ماتملك الرافعة ويبتسم هو للمرة الثانية ! يشوفها تمسك جوالها والواضح انها تحاول تتصل على احدهم تختفي ابتسامته وتمشي خطواته يسحب الجوال من يدّها ! تتوسع انظارها هي تنصدم : خير ! تشوفه يدخّل جوالها بجيبه تتراجع خطواته يجيب الرافعة من سيّارته يخلّي ليلى على يمينه وينحني هو للكفرة تضحك هي تسحب شعرها لورا تحاول تستوعبه تدركه تجاهد يحضر عقلها مايغيب يساعدها ويساندها توقف على حيلها بدون التوتر على الأقل ! تصلّب فكها يثور غضبها الحين وبهالثانية تستوعب : هي لو سمحت ! مين أنت ؟ وش تسوي ومن طلب منك المساعدة ؟ يردّ عليها وهو مكمل الي بيدّه ما تشوف منه الا ظهره : حالك يطلب المُساعدة . تتنهد وتخضع لمساعدته - مجبورة - تمشي تجلس على الرصيف تسند خدها على يدّها تمل الإنتظار وهو طول كثير .. يوقف على جفونها أثقال وهي ماريحتهم غير قليل الساعات الّي للحين تدخرها تحاول تكمل فيهم ليلها . استقام يتركها تستفيق من المقاومات الثقيلة لنومها ، تحرّك يدخّل الكفر المُستبدل للسيارة تلحقه الرافعة يسكّر الباب وينفض الأثر المتبقي من يده
ويوجه أنظاره لها : العفو ، ماتخافين الموج أنتِ ! ماحذرنا رفيقته وقلنا لها تهابه ؟ إنتبهي له لا يتهدّج .. يهتاج ويغرّقك ، يلف ويترك جوالها فوق سيارتها يمسك أعلى الكاب ينزله ويكمل سبيل طريقه يتركها تحتار تتوه تدوّر للحروف تركبها لكنّ حتى الحروف عنده غامضة ، تنطق بالخفيف تهمسّ بعدم استيعاب : شكراً .
أنت تقرأ
سراج الليالي يضيء نهال الثمار
Romanceإحذر ! (موجٌ ساحبٌ أخاذ سيمرُ على القارئ فيبلله بعجيب الحروف) ! نسمة رقيقة الشعور تمرُ على مجمع القلوب؛لتربط الغافل وتجلُب الراحل ! ليس للهروب ذكرٌ هنا؛ فكلُ ماضٍ سيحضر وكُل مُغطى سيكشف (كما لو كان الربيع بعد الشتاء) ففي عزّ انتشار الكُره أمر الزمان...