23 | طريقة الحياة في الإعتذار

19.3K 1K 610
                                    


。⋆୨🌸୧⋆ 。


"أنا لا أقوى على الإنتظار أكثر"

أَعرَبَ نيكولاس عن حماسه بإبتسامة واسعة و نظراته وَمَضَت بِلمعة من الحماس ، فَرَكَ يديه ببعضهما ثمّ دحرج مُقلتيه لتطالعان عرض السّيّارات أمامنا ... بعدها أضاف بذات النّبرة ...

"سأحرق الطّريق اللّيلة"

"سنحرق الطّريق ... هكذا تقصد نيكولاس"

هتف بها بييترو بحماس فيما يتقدّم قليلا للأمام واضعا مرفق يده اليمنى أعلى كتف نيكولاس ، ثمّ أصدر صوت ضحكات خفيفة ...

أحمق !

قلّبت عيناي بملل لكلماته المستفّزة ثمّ نقلت نظراتي لمُناظرة باقي الرّفاق ... حينها لاورا كانت تتحدّث بحماس مع كريستيان فيما فرانشيسكو و جوليا متّخذان الصّمت فحسب ... إبتسامة على الشّفاه و النّظرات مركّزة على عرض السّيّارات أمامنا ...

تنهّدتُ بخفّة ثمّ إستدرت قليلا لألمح سيّارة زرقاء كانت تتمايل بحركات عشوائيّة و تتقدّم بسرعة نحونا ... دخّان محرّكاتها يلتفّ حول المكان و صوت صفيرها الحادّ كان يلسع سمعي كلّما زادت حدّته ...

لكن ذلك جعل إبتسامتي تتّسع تدريجيّا بحماس ، و نظراتي الشّغوفة لم تكن مُعارضة لتأمُّل الكثير و المزيد من هذه الأجواء ...

توقّفت أمامنا مباشرة ، و من غير إنتظار كان نيكولاس قد انحدر بخطوّاته المسرعة للوقوف أمام السّيّارة ... فيما يُميل رأسه و إبتسامته كانت تعلو تعابيره المستمتعة ...

من غير إنتظار مطوّل لمحت الباب يُفتَح و تلك الخصلات السّوداء الطّويلة كانت قد سبقت صاحبتها في البروز للعلن ... إستقامت بطولها و جسدها الرّيّاضي برز أكثر ...

بنطالها الجينز الأزرق و الضّيّق كان يعانق الجزء السّفلي من جسدها رفقة قميص صوفي أسود يعلو بطنها و كانت ترتدي فوقه سترة جلديّة سوداء ... فيما تلك الجزمة السّوداء منحت مظهرها تناسقا و انسجاما غير مسبوق من هكذا أجواء ...

و سحقا ! هي نفسها آريانا ! لا أصدّق هذا ... ليس وقتها و ليس المكان المناسب لها ...

زممت شفاهي ضدّ بعضها بتحسّر و تنهّدتُ بمزيج من الحنق و التّوتّر ...

"أُنظروا من استعاد سيّارته و لم ينسى عزيمتي !"

هتفَت بحماس توسّع إبتسامتها أكثر و تدفع بجسدها ضدّ نيكولاس لتعانقه بقوّة فيما تمسح على ظهره برفق ... لكنّه و من غير إنتظار ، نطق بلكنة مستمتعة يلفّ ذراعيه حولها ...

"أهلا بكِ !"

إبتعد قليلا من أمامها فاصلا عناقه عنها ثمّ ضرب كتفها بخفّة و أضاف فيما يراقب نظرات زروقاتيها بإهتمام ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن