الفصل السابع عشر

38 4 0
                                    

الانسان الذي تقتصر حياته لمجرد اشباع رغباته وشهواته هو انسان مرفوض لانه لم يبدا الحياه بعد او لانه ولد ميتا واصبح كل شيء فيه مدفونا وهو يقف وسط الاحياء كشاهد مقبرة جسد بلا روح كحيوان شريد طليق لا يدرى إلى أين يتجه ....

،،،بينما نرى الدين يقف على النقيض من هذه النظره فيعلمنا ان قمع الشهوات هو شاهد على سلامه نفسه واقتدارها وان الاحساس بالذنب علامه صحه وان التوبه موقف ادراك والندم موقف علم تدل جميعها على فطره سويه ادركت الله وعرفت انه دائما من الحق والعدل والخير ....

توجهت امرأة منتقبة غريبة إلى ونيسة بينما كانت تتحدث مع صفاء وقاطعتهم باكية وقالت بصوت متهدج ومنقطع الانفاس: أستاذة ونيسة الحمد لله إنى لقيتك ساعديني عرفت عنك كتير ولما شوفتك قولت انه ربنا بعتك ليا .

احتضنها ونيسة وربتت على ظهرها وقالت مواسية لها بهدوء بعد ان اجلستها واحضرت لها كوباً من الماء: اهدأى حبيبتى واشربى من هذا الماء أولاً لا بأس عليكى هناك مخرج لكل شيء .

رفعت المرأة النقاب بعد ان اطمأنت بعدم وجود رجل حولهم وشربت الماء وقد استكانت قليلاً واكملت قائلة: أنا مشيرة وجوزى أنور تاجر قماش كبير قوى ومعروف فى السوق ، أنور أتعرف على واحد غنى جداً واتصاحب عليه والراجل ده مفهمه انه بياخد فلوس الناس وبيدورها بره البلد فى صفقات حلال ، جوزى حب يجربه وفعلاً عطاله مبلغ محترم والسنة مخلصتش إلا وجوزى كان عنده ضعف الفلوس ، وبقا عندنا فلوس كتير .

قالت مشيرة بحزن وقد تساقطت دموعها مرة أخرى: جوزى بقا يديله الأمان ، لحد ما فى مرة الراجل ده زغلل عنين جوزى بصفقة كبيرة جداً وفهمه انه فلوسها هتعيشه في قصر وهيعيش عيشة الملوك .

صمتت قليلاً ثم قالت بأنفاس متهدجة: باع كل اللى حيلته المحل والشقة خرج كل الفلوس اللي معاه وعطهاله ومداش خوانة ليه وجوزى كان بيثق فيه أوى لدرجة مكتبهوش على وصولات أمانة واخد كل الفلوس واستنينا السنة تلف واحنا من ديون لسلف لقلة قيمة لحد ما عدى فوق السنة 4 شهور كمان ، وصبرنا نفد وبدأ جوزى يتصل بيه مفيش رد من هنا أنا قلبى اتوغوش وعرفت أنه نصاب ؛ واكملت قائلة بأسى شديد: وراحله أنور بيته وطلب فلوسه وهو وسط صحابه بيضحك ولا على باله اكل حقوق الناس ، ساعتها اتنكر له وقال ما لكش عندى حاجة وطرده من البيت جوزى ساعتها مسك فى خناقه وجم الحراس بتوعه وضربوا جوزى وكرشوه برا ، والراجل الحيوان ده قاله وبكل بجاحة انت باين عليك راجل طيب وانا كمان طيب ومش هبلغ البوليس وهكتفى بس بتحذيرك .

،،ورجع أنور حالته صعبة جداً وكان مصدوم اوى فقد كل شغفه وابتسامته وبقا مش بيثق في أى حد حتى أنا أرجوكى يا أستاذة ونيسة ساعديني أنا سمعت عنك كتير أوى من أصحابى اللى فى القاهرة ولما شوفتك فى الفندق وانتى بتحاولى تخلى واحدة تغير هدومها عرفت أنك الوحيدة اللى هتقدر تساعدنى .

يوميات ونيسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن