الفصل الثامن عشر

40 3 1
                                    

وانت حينما تقيم الضوابط على شهوتك تكسب حريتك لانك تصبح سيد نفسك لا عبدا لغريزتك
اما حريه القمار والسكر والعربده والمخدرات والتبذل الجنسي فهي ليست حريات وانما درجات من الانتحار واهدار الحياه وبالتالي اهدار الحريه وكل اختيار ضد الحياه لا يكون اختيارا وكل اختيار ضد القانون الطبيعي ليس اختيارا وانما اهدار للاختيار وكلنا نعلم اننا اذا اردنا ان نزداد حريه ونحن نسبح اخترنا السباحه مع التيار وليس ضده ....
الدكتور مصطفى محمود

وقف سليم مشدوهاً لا يقوى على الحراك ؛ فها هو ذا أخاه ساهر أمامه عارياً بدون ملابس يمارس الفاحشة مع امرأة أخرى غير زوجته ، تغير لون وجهه واندفع الدم يغلى فى عروقه وتقدم نحو ساهر فى غضب كاسر ؛ ليتلقى ساهر المزيد والمزيد من اللكمات لم يستطع فيها الدفاع عن نفسه ؛ حتى لا ينكشف ستر جسده .

تحول لون الملاءة التى تغطى ساهر للون الأحمر من شدة ضربات سليم اندفع الدم من أنحاء متفرقة من جسده ، ولقوة سليم الجسمانية وبسبب ضرباته القاسية ، خافت المرأة المرافقة لساهر وانطلقت تعدو عارية من أمام سليم ؛ أشاح سليم وجهه سريعاً كى لا يراها ، وتوقف عن ضرب ساهر فقد شعر أنه سيموت بين يديه .

قال سليم لساهر فى غضب شديد وسخرية أشد وقد ظهرت تجاعيد تغطى جبهته وظهر عرق نافر في أحد صدعيه من الغضب: أنا هسبقك تحت تلبس هدومك وتحصلنى ، فاهم ؟

خرج سليم من الغرفة لتلتقى نظراته مع الكثير من الرجال الذين ظهر عليهم القلق والاضطراب ، نظر إليهم ووجد الكثير من رجال الأعمال الذين يعرفهم والذين ادعوا العفة والسلوك المستقيم وهم الآن يطأطأون رؤوسهم ذلاً وخوفاً ، توجه إليهم سليم بنظرات نارية ألجمتهم وزادتهم خضوعاً ، واضطر الكثير منهم الهرب خوفاً خاصة وهم يعرفون من يكون وماذا يستطيع أن يفعل .

تعجب سليم وزاد اندهاشه واستحقاره لهم فى آن واحد فجميع من فى هذا المكان البذيء متزوجون ومن سيدات مجتمع راقيات وجميلات أيضاً تغنيهم عن النظر إلى أى عاهرة أخرى ، أيتحول الإنسان إلى حيوان بهيمى ويصير عبداً لشهواته لقضاء ملذة تنتهى فى عدة ساعات ؟! أيُغْضِب ربه وينتهك حرماته لشهوة عابرة ؟! أينسى دينه وتعاليمه ويضرب به عرض الحائط لشهوة؟! غريب أمر هذا الإنسان!!!

هبط سليم سريعاً إلى أسفل كى لا يبقى فى هذا المستنقع أكثر من ذلك ، وقف أمام سيارته منتظراً ساهر وعلى وجهه علامات الوجوم والاشمئزاز .

تحامل ساهر على نفسه وهبط إلى أسفل وقد ملأت الكدمات وجهه وجسده ، اضطر ساهر صاغراً أن يركب بسيارة سليم ، وخيم صمت طويل على الاثنين لم يقطعه سوى صوت احتكاك الإطارات بقوة على الأرض ليرتطم رأس ساهر بالسيارة ويهبط خط رفيع من الدم يمر من جبهته واذنيه ، ينظر بخوف شديد إلى سليم الذى تغيرت معالم وجهه وصار شخصاً مختلفاً لم يعهده عنه من قبل ، عروق نافرة على صدغيه وجبهته بالإضافة إلى عروق يديه والتى برزت بشكل واضح من إمساكه لمقود السيارة .

يوميات ونيسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن