الفصل السادس

137 7 1
                                    

لم تكن ونيسة تتوقع أن هذا الشاب الصفيق الفظ الذى لا يعرف الكثير عن دينه هنا وفى هذا المكان وهو المشرف أيضاً على لجنة التقييم .. ظل ينظر لها بنظرات قوية توحى بالغضب مرة وبالسخرية مرة
ينظر إليها وهو ممسك بالسيرة الذاتية الخاصة بالموظفين الثلاثة الجالسين أمامه ونيسة ورجلين آخرين ، أرادت ونيسة النهوض والذهاب إلى المنزل ولكن بذهابها سيظن أنه أنتصر وهى جل ما يهمها الثبات على الحق وعلى القيم والمبادئ التي تعلمتها وأن الدين أحكام وشريعة ومنهاج يجب السير عليه حتى لا نضل الطريق ونقع في فخاخ أعمالنا المتسرعة والمتهورة ، فنحن البشر بطبيعتنا فوضويون نحتاج إلى خطط ومسلك للسير كى ننتظم ولا نصبح كمجموعة من الفراش وديننا هو من يقومنا وهو الخطة والهدف فما أعظمه إذا أتبعناه سيصبح العالم أفضل ...

فقررت ونيسة الجلوس وإكمال المقابلة فباغتها ساهر بسؤال أراد منه استفزازها فقال: آنسة ونيسة مكتوب عندى هنا انك كنتى الاولى فى مشروع التخرج بتاعك وترتيبك التانى على دفعتك ده غير مشاركاتك الفعالة وإنجازاتك في الكلية ونشاطك ومستغرب منتقبة تقدر تعمل كل ده وليها دور اصلا فى التفاعل مع البشر .

فقالت ونيسة مبتسمة مما زاد من غيظه: سيدى المنتقبات بشر أيضاً ألا تعرف ذلك ؟! حسنا إذا نزعت نقابى هل سيغير ذلك فكرك ؟! هل احتشامى واتباعى لدينى وارتدائى لما أقره الله ورسوله يعيقنى ؟؟ هل المنتقبات يؤثر بهم النقاب وفى خلايا دماغهم فلا يستطيعون العمل والتفاعل ؟!! أخبرني بوجه نظرك سيدى وفيما أنا مخطئة ؟

فشعر ساهر بالحرج ولم يستطع الإجابة وزاد ذلك من غضبه فقال لها: ازاى تكلمينى بالطريقة دى يا آنسة انتى هنا جاية تقدمى على شغل يعنى المفروض تتكلمى كويس مع رئيسك .

ونيسة بهدوء: حسنا سيدى انا لم اعمل بعد انها مجرد مقابلة عمل ووارد جدا عدم قبولى وحتى لو قبلت فأنا لا أتملق أحد ولا أنافق أحدا لقد ربيت على قول الحق فأنا لا أخشى أحدا إلا الله عز وجل ، سيدى لك مطلق الحرية في اختيارى أو رفضى وشهاداتى وسيرتى الذاتية جميعها أمامك ولكن لا دخل لك بسيرتى الشخصية فهى تخصنى وحدى ، أستأذنكم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وأثناء فتح ونيسة للباب نهض ساهر بغضب شديد وأشار بسبابته عليها وقال بصوت مرتفع: اقفى عندك انا سمحتلك تمشى؟؟ وبعدين اللى علمك مقالكيش تحترمى اللى قدامك وتستنى لما باب المناقشة يتقفل؟؟

فنظرت إليه ونيسة وقالت بهدوء: حسنا سيدى اعتذر منك ولكن لم أرد لباب الخصومة أن يفتح ويبدو انك لا تريد منى إطالة البقاء فأختصرت أرجو منك المعذرة .

ورحلت ونيسة تاركة ساهر وراءها يشعر بالضيق والحرج معا ، وظلت في منزلها يومان تدعو وتناجى الله أن يوفقها في أى عمل تقدمت إليه ؛ وفجأة يرن جرس الهاتف الأرضى بالمنزل وتكون هى ووالدتها منتظرين فتركض ونيسة وترفع سماعة الهاتف فهى لم تعطى رقم هاتفها الخاص سوى والدتها أو والدها رحمه الله ، لتقابل على الجانب الآخر ساهر ، فتبدأ ونيسة بالسلام : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اهلا وسهلا من معى ؟؟

يوميات ونيسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن