َ
النَّفسُ ذوَّاقة توَّاقة، فإذا ذاقت تاقت، ولِهذا إذا ذاقَ العبدُ طَعم حَلاوة الإيمان وخَالطت بَشاشته قَلبَه رَسَخ فِيه حُبه، وَلم يُؤثر عَليه شَيئا أبَدا .. اتخذ الله صاحبا وذر الناس جانبا ....هبطت ونيسة اسفل الدرج مع ساهر شاعرة بحزن عميق بهذا الثوب الاسود وفي يوم زفافها في اليوم الذي يجب ان تلبس فيه كل فتاة الابيض لبدء حياة جديدة مع فارس احلامها ولكن دائما ما يبدل الواقع تلك الأحلام ويحيلها الى رماد فليس كل شيء بالتمني وليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، ولكنها سلمت امرها الى العزيز المتعال وقررت الا تعكر صفو فرحتها بزواجها من الرجل الذي تحب من اجل ثوب الزفاف فابتسمت ونظرت الى ساهر بكل حب ومع دخولهم الى القاعه الرئيسية تحطمت آمال ونيسة كلياً فقد رات كيف أن القاعة مليئه بالجنسين وليس هناك فواصل بينهما بالاضافه الى الموسيقى والاغاني هذا بالاضافه الى نظرات الناس الساخرة الموجهة إليها بارتدائها لثوب زفاف اسود اللون وكأنها غير سعيدة بهذا اليوم نظرت ونيسة الى الموجودين والى الموسيقى ولم تستطع التحرك وكأن أقدامها غاصت أسفل رخام القاعة ؛ لتوجه نظراتها الى والدة زوجها لتنظر لها الاخرى بنظرات التحدي والشماته ويظهر على وجهها ابتسامة تشفي وفرح بالانتصار .
ليشد ساهر على يديها وتتحرك معه بخطوات لا اراديه وكأنها رجل آلى هي لم ترد حفل زفاف من الاصل ولكنها طاوعت اهل زوجها احتراما لهم وتقديرا لساهر ولكن اين تقديرهم لها في ان تكون القاعه غير مختلطة وليس هناك أغاني احست وهي تمشي على الممر وكانها تساق الى مذبح ليست كعروس لم تشعر بذلك ؛ وبينما هي جالسة على كرسيها ظلت تبكي وتبكي لم تستطع مقاومه البكاء ياتي اليها جموعا من الناس لتهنئتها وهي تسبح في عالم آخر لترى الناس كأنهم اشباح يهيمون حولها شعرت بأنها مريضة لا تقوى على الحراك ، ولا تستطيع الحديث ، لقد أرادت حفلاً على الطريقة الاسلامية طريقة لا تغضب الله عليها ؛ لتضغط على يد ساهر فينظر اليها ليجد ان الكحل ساح على عينيها من كثرة البكاء .
فنظر اليها متعجبا مندهشا فقالت له ونيسة من بين دموعها وبصوت حشرجة ضعيف: ساهر لقد اكتفيت اليوم وتعبت هل لنا ان نذهب الى المنزل وننهى هذا الحفل ؟؟
فقال لها متعجبا: ازاى يا ونيسة مينفعش انت عارفه الناس دي كلها جايه عشان خاطرنا ينفع نقول لهم الحفلة انتهت ومع السلامه .
فقالت له من بين دموعها: ولكنى لن أحتمل المزيد أرجوك أن نرحل إذا كان يهمك خاطرى وأمرى افعل ذلك لأجلى .
أنت تقرأ
يوميات ونيسة
ChickLitهنا امرأة ضربت بالتقاليد والاعراف وثقافه الغرب التي اندست وتوغلت في الشرق كبرغوث يصعب نزعه فخرجت منها مربية ومعلمة وحبيبة وصديقة تعرف حقوقها وواجباتها كامرأة في مجتمع لا يعرف ولا يقدر المرأة ولا يراها سوى خادمة ليست من اصحاب الفكر والمنطق السليم وكأ...