في حي السيدة
الفصل الرابع
في ظِلِّ زِنَقِكَ تذكَّر أنَّ:
"ما لا يُدرَكُ كلُّهُ لا يُترَكُ جُلُّه".
اللَّهمَّ اطرحِ البركةَ في أوقاتِنا وأدهشْنا بعظيمِ توفيقِكَ وجبرِكَ وألطافِكَ.
بسم اللّه الرحمن الرحيـم ♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرّ أسبوع على تواجدهم في الحي دون أحداث تُذكر، انتقلت عائشة وأختها رهف ووالدتهم نحو المنزل البعيد نسبياً عن منزل الحاج أمجد، وأخذت عهدًا على نفسها بعدم الإقتراب منهم مرة ثانية، بحثت عائشة عن الصورة العائلية الخاصة بها والتي إختفت في ظروف مُبهمة ولكـن دون جدوى وهـذا شئ أحزنها فوق حزنها...
أدهم لم يُداوم فى عمله طُـوال الأسبوع بسبب قدمه، ولكنه لم يهدأ له بـال وهو يشعر بأن أخاه يخبئ مصيبه ستقلب حياتهم رأساً على عقب،
في غرفة سفيان، كـان يجلس فى غرفته وأمامه صـالح والصورة التي أخذها بخفة دون ملاحظة أحد موضوعة أمامهم على الطاولة، وصورة أخرى كـان يخبئها سفيان فى صندوق قديم لم يُفتح منذ سنواتٍ طوال،
تنهد سفيان بضيق، أسيعود هو بنفسه للنبش في الماضي؟!..
_ بص يـا سفيان، أنا عـارف إنه كان صعب عليك إللي حصل، ولحد دلوقتي أثره لسه جواك، بس إنتَ لازم تواجه بقى....مش كفـاية هُروب ولا إيه؟
قال صالح بقوة وهو يناظر ملامحه الشاحبة، ليس سهلاً أبدًا أن تعود للنظر إلى ما فعلته في ماضيك، وإذا كـان ماضيك يشبه ماضي سفيان فيـا رُباه على وجع قلبك أثناء النظر إليه،
_ إنـتَ مش فـاهم يا صالح، دي حاجة مش سهلة أبدًا إني أفتكر كل إللي حصل، المـاضي بتاعي نقطة سوده عمرها ما هتتمسح من صفحتي، وتقريبًا هتفضل مطارداني طول حياتي..
قال سفيان كلماته بألم وهو يسخر من حـاله، ليربت صديقه على كتفه بدعم، لكن سفيان لم يكن معه..كـان هُناك سرحًا في اليوم الذي بدأ فيـه كل شئ،
°°°
قـبل أحد عشر عامًا
في حي السيدة،
وقف سفيان الشاب البالغ من عمره ثمانية عشر عاماً أمام والده غاضبًا من تحكمه الزائد وتدخلاته الكثيرة في حياته،
_ يا بـابا أنا هـروح هناك...وبعدين فيها إيه يعني لو أخدت سكن، ما كـل الشباب بتاخد، إنتَ ليه مانعني من كل حاجة أنا عاوزها...دي مبقتش عيشة فـي البيت ده،
قال سفيان بغضب وهو يصرخ في والده الذي لم يصمت على حديثه الغير مهذب وقام بطبع صفعة قوية على وجه سفيان الذي تصنم في مكانه بغل،
أنت تقرأ
في حـي السيدة
Romanceقلبٌ مشردٌ دون مأوى، ضعيفٌ دون سند، تائهٌ دون مرشد، وعليلٌ دون دواء، كُتب عليهم آنذاكَ الهروب من بطش القريب إلى جحيم الغريب، فأي مأساة جعلت جحيم الغريب أهون من القريب؟، تركوا كل شئ ورائهم للنجاة بأنفسهم وحياتهم، وحدث هناك الإصطدام، أقدارٌ تداخلت مع...