في قَبضتهم

431 42 12
                                    

في حي السيدة

الفصل السادس والعشرون

‏رحلُوا وما أبقى الرَّحيلُ متاعا
‏تركُوا الحنينَ معَ الأنينِ مشاعا
‏يا ليتهم قبل الرَّحيلِ تريَّثوا
‏حتَّى نُعانِقَ أو نقولَ وداعا.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنينٌ متصاعد في تلك الغرفة المظلمة ثم فجأة تعالى الصراخ،

_ أنا فين....أنتوا مين

قال الرجل بفزع شديد وهو يتلفت حوله، ويراقب الواقفين أمامه ينظرون له بسخرية،

_ إيه يا عمـي...ده احنا لسه بنسمي،

قال مروان وهو يضييء نور الغرفة، فتح الرجل اعينه بفزع،

_ م... مروان

قال الرجل بدهشة، ابتسم مروان بسخرية

_ إيه يا عمي، مش مصدق ولا إيه، أكيد مش متخيل مروان إللي انتوا قتلتوه عايش مش كده،

صرخ عبد القادر " والد رائف " بألم حينما غرز مروان السكين في كتفه،

_ علّي صوتك يا عمي أكتر، فاكر ده كان صوتي وإنتوا بتضربوني، فاكــر

قال مروان بغل، حينما لاحظ سفيان فقدانه السيطرة على نفسه اقترب منه مهدئًا إياه،

_ مروان....إهدى،

قال سفيان بهدوء، ابتعد مروان وهو يتنفس بغضب، يريد قتله...

ذلك الشخص الجشع الذي تسبب في تدمير عائلته، الذي قتل أخيه بسبب الجشع،

_ إحكي يا أستاذ عبد القادر، إزاي خططته لقتل عمي مختار " والد عائشة "، وإزاي عملتوا كده في مروان، ولبستوني التهمة،

قال سفيان بهدوء وهو يسحب الكرسي يحلس عليه بالمقلوب مواجهًا عبد القادر،

نظر له الآخر بتوتر، وحول نظره ناحيتهم جميعًا، كان سفيان وأخيه المدعو أدهم، وثلاثه آخرين لم يعرف هويتهم،

_ أنا معملتش...حاجة،

قال عبد القادر مصطنعًا القوة، فابتسم الرجل الضخم الواقف بعيدًا عنهم نسبيًا،

_ بص يا حاج...أنا خلقي ضيق، إنجز كده علشان ننجز كلنا في السريع،

قال داوود بهدوء وهو يشعل سيجارته،

لعن عبد القادر ابنه رائف بقرف، هذا اللعين هو السبب في ما يحدث له، لو أنه استمع لكلامه وتركهم في حالهم ما كان سيحدث كل هذا،

_ أنا معرفش حاجة، وإللي عندي قلته،

قال عبد القادر بصلابة وهو يشيح بنظراته بعيدًا عنهم،

في حـي السيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن