كَـسرٌ لن يلتَئِـم

568 41 10
                                    

في حي السيدة

الفصل التاسع عشر

"وغرتهم الحياة الدُنيا"
يارب!
لا تجعل الدنيا أكبر همنا.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسـبوع

أسبوع مرّ كالجحيم عليهم، والدهم مفقود وصالح كذلك،

هواتفهم مغلقة و السيارة محيت آثارها وكأنها لم تكن أبدًا،

والده، صديقه، سنده في هذه الدنيا اختفى فجأة دون سابق إنذار، فُقِدَ أثره ولا يستطيعون تتبعه، لقد قلبوا البلد رأسًا على عقب ولكن دون فائدة،

_ يـا رب، احميه واحفظه،

قال سفيان برجاء وهو يجلس خاشع الأطراف مشغول البال، يجلس ويفكر في اختفائه،

تراوده شكوك بأن رائف له دخل في اختفائه ولكن صالح هاتفه قبل اختفائهم وأخبره بأنه سيذهب مع والده للقنطرة لإحضار قطعة مجوهرات مميزة لشيما، لم يهتم ولم يركز بسبب باله الذي كان مشغول في ما حدث،

والدته امتنعت عن الأكل، هي تشعر بنفس الشعور السيء الذي يراودهم جميعًا، والده لم يسبق له السفر أساسًا ومتابعة العمل، فقط يوكل سفيان أو أدهم بهذا،

زينبو تكاد لا تصلب طولها لتحافظ على صلابتهم واخته هايدي لا تتحدث معهم تغلق الباب على نفسها وفقط،

أما عائشة فلا يعلم ما بهـا، انتقلت هي واسرتها للعيش في المنزل المجاور لأسرة سليم، لم يقابلها مرّة ثانية، وهي أيضًا لم تأتي، رحلت مع ذهاب أبيه واكتفت بالإعتذار له، وكأنها السبب في ما أصابه،

_ يـا رب...

قال سفيان بهمس، حياته التي انقلبت رأسًا على عقب، حتى عمله كطبيب أهمله، لقد أستعان برفيق له في نفس تخصص كي يتابع حالة المرضى بدلًا منه، وساعده في هذا أن صديقه يعمل في الخارج ولكنه أتي بزيارة طويلة هذه المرة، لا يعلم ماذا يفعل ولكنه متأكد بأن رب الخير لا يأتي إلّا بالخير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت عائشة في غرفة والدتهم في المنزل الصغير نسبيًا التي استأجرته خالتها حينما ذهبت لاخبارهم ما حدث مع سليم وشرح وضعه،

انهارت روان آنذاك فهي تحمل نفسها ذنب كل ما حدث لأخيها، واكن عائشة طمئنتها بأنها لو كانت في مثل مكانها كانت ستفعل هذا وأكثر،

وسفيـان ياللّه، لم تعتقد عائشة بأنها ستراه مجددًا، وبعد مرور أعام طويلة ظهر مجددًا ليسلب قلبها كعادته..اعتقدت عائشة بأنها نسيته وفقط ولكن مشاعرها الثائرة تخبرها بكذبها....تذكرت وعده لهـا حين اعترف لوالدها بأنه يريدها زوجته، " وأنـا لأجل عيون عائشة هخاطر يا عمي "

في حـي السيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن