العدالة الإلهيّة

518 37 20
                                    

في حي السيدة

الفصل الثلاثون والأخيـر

بكيت
بكاء التائه
الذي لا يعرف أين يذهب
وكل الأماكن لا تألفه
حتى جدران غرفته ملّت من سماع شكواه
أعنّي عليّ
على ضعفي وقلة صبري
وضيق نفسي وطاقتي
والدنيا

بسم اللّه الرحمن الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتشر الخبر في المنزل كانتشار النار في الهشيم، هروب رائف...وإصابة السيدة وردة،

لم يصدق سفيان حين أخبره الحارس ما حدث وحين راجع الكاميرات علم ما حدث، لم يحزن على وردة بل صدقًا كان سيفعلها عوضًا عن رائف،

شدّد داوود الحراسة على المنزل واستيفظ الجميع في حالة تأهب،

كانوا يعلمون بأنه سيعود، وفي عودته يكمن دمارًا كبيرًا لحياتهم،

جلست عائشة بجسد مرتجف من الخوف وسط الفتيات، لاحظوا حالتها جميعًا لكنهم صمتوا ولم يتكلموا، لم يكن هذا الوقت مناسبًا لطمئنة قلبها،

لا أحد يشعر بالاطمئنان ليبث هذا الشعور في غيره، كانوا خائفين لأنهم يتعاملون مع مريض نفسي يريد قتلهم بأبشع الطرق،

_ هو مروان صحي؟ وماريا فين؟

سألت عائشة فنفت رهف قائلة،

_ لما روحت أصحيه سفيان قالي اسيبه، مروان لو صحي هيطربق الدنيا هنا، وماريا نايمة لسه، بجد أنا خايفه أوي وكله بسبب وردة ربنا ينتقم منها،

زمت هايدي شفتيها بنزق قائلة،

_يلا أهي أخدت جزاتها، مامتها لسه مكلمة داوود، بيقولوا انها اتخبطت في راسها جامد فهيحصلها مضاعافات، حالتها حرجة،

نظرت شيما لهم بهدوء، هي لا تشعر بالأسف عليها وقبل أن تتكلم استمعوا لصوت ضجّة عالية في الاسفل،

نهضوا بقلق من مكانهم وتحركوا للخروج، ولأن عائشة لم تكن ترتدي ما يستر جسدها توجهت لتغيير ملابسها وهم نزلوا ليعلموا ماذا حدث،

بعد دقائق قليلة بدلت بها ملابسها وحين استعدت لفتح الباب قام أحد ما بتكميم أنفها بقطعة قماش صغيرة ذات رائحة نفاذة،

قاومت عائشة في البداية وحاولت أصدار أي ضجيج  ولكنه كان أقوى منها فكتف جسدها جيدًا حتى خفتت مقاومتها وفقدت الوعي،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نزل الفتيات ببطء من على السلالم وهم يساعدون رهف بعكازها،

تحركوا نحو مصدر الصوت فتصنموا مكانهم حين لاحظوا حالة المكان من حولهم،

في حـي السيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن