في حي السيدة
الفصل الأول
بسم الله الرحمن الرحيم ♡
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلّ المنادي
جلّ المنادي
ينادى ينادي
ينادى ينادي
ياعبادي أنا ماحي الذنوب والأوزار
جلّ المنادي
ينادى ينادي
جلّ المنادي
ينادى ينادي
ياعبادي أنا ماحي الذنوب والأوزار
إلهي إلهي
بنورك اهتدينا
وبفضلك استعنا
وبك أصبحنا وأمسينا
بين يديك نستغفرك
يا اللّه
يا غفّار
يا توّاب
يا رحيمترددت تلك الكلمات على مسامعهم ليلاً من أحد المنازل، ثلاث أشخاص يتسللون للهروب فى ظلام الليل الدامس والحارس هو اللّٰـه...
أعينها تفيض بالدمع حزناً على حالهم، هي وأختها يجرون الكرسي المُتحرك الخاص بوالدتهم للنجاة من براثن المـوت،
نجحوا فى الخروج من المنزل الكبير نسبياً والمُحاط بحديقة وأسوار منخفضة،
نظرت " عـائشة " بإمتنان لحارس البوابة والذى لم يكن سوى " عم فيصل " صديق والدهم والبواب الخاص بمنزلهم - السابق -
_شكرًا يا عم فيصل، حقيقي معروفك ده مش هنساه دنيا وآخرة
راقبهم الآخر بحسرة شديدة وهو يكاد يبكي على حالهم، فمنذ متى وأصحاب الحق يوأدون وتُسلب حقوقهم..
_دي حاجة بسيطة أقدر أردها من جمايل المرحوم والدكم عليّا، سامحونى يا بنتى، واللّٰه العظيم لو فى حاجة أقدر أعملها كنت عملتها، بس دول ناس مفترية ظالمة محدش يقدر عليهم غير اللى خلقهم..
أهتاجت أنفاس " عائشة " بحزن، ونظرت لشقيقتها التى تُناظـر المنزل بحسرة شديدة، ووالدتها التى تبكي بكاءَ الأم المكلومة على فقدان وحيدها،
ولأنها الكُبـرى أستعادت صلابتها، هذا ليس وقت الإنهيار يا عائشة هذا وقت النجاة...
رأت عائشة " عم فيصل " يخرج من جيبه لفافة قماشية يمدها ناحيتها وقد أستطاعت العلم بما بداخلها، ولأنها عزيزة النفـس كوالدها، إبتسمت له بهدوء :
_ شكرًا يا "عم فيصل" ، وأرجوك دخل الفلوس دى تاني، إحنا ربنا سترها معانا الحمدلله، أرجوك متوجعش نفسي أكتر من كده..
تنهد الرجل بتعب، هو يعلم أنها لم تكن ستأخذها ولكن لا ضير من التجربة،
_ربنا معاكم يا بنتي، وييسر أموركم وينتقم من إللي كان السبب، بصي يا بنتي أنا عارف إنكم مفيش حتّة تروحوا فيها ولا حد تروحوا عنده،
فأخرج من جيب عباءته ورقة مطبقة ومهترئة وأكمل حديثه :
_خدي يا بنتي، ده عنوان شقه قديمة لناس حبايبنا، سافروا بقالهم سنين وشقتهم فاضية، أنا جبت العنوان منهم وهما عارفين الظروف فمتخافوش هما آمان، ومحدش من جوا عارف حاجة عنهم، ومترفضيش يا بنتى، لو مش علشانك، فعلشان الست الوالدة وأختك الصغيرة، وكمان ده عنوان راجل ساكن هناك، أنا هكلمه وهو هيساعدكوا برضوا...
أنت تقرأ
في حـي السيدة
Romanceقلبٌ مشردٌ دون مأوى، ضعيفٌ دون سند، تائهٌ دون مرشد، وعليلٌ دون دواء، كُتب عليهم آنذاكَ الهروب من بطش القريب إلى جحيم الغريب، فأي مأساة جعلت جحيم الغريب أهون من القريب؟، تركوا كل شئ ورائهم للنجاة بأنفسهم وحياتهم، وحدث هناك الإصطدام، أقدارٌ تداخلت مع...