في حي السيدة
الفصل السابع عشر
"بالله يهون كل صعب، ويسهل كل عسير، ويقرب كل بعيد ، وبالله تزول الهموم والغموم والأحزان؛ فلا همّ مع الله ولا غمّ ولا حزن".
-الداء والدواء.
بسـم اللّه الرحمن الرحيم ♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" يا عروسة الزين يا حلوة يحميكِ اللّه من العين "
كانت والدة شيما تتغنى بها وهي ترى ابنتها يتم حفل خطوبتها على فتى أحلامها،
_ مُبـارك يا شيمــا،
صرخت هايدي بفرح شديد وهي تضم رفيقة العمر ناحيتها لتنظر لها شيما بأعين متلألئة من السعادة،
في تلك الأثناء كانت عائشة تراقب المكان بسعادة خالصة، الفتيات في غرفة كبيرة نسبيًا في منزل شيما يتضاحكون سويًا ويغنوا بسعادة كبيرة فرحين بصديقتهم،
أما الرجال فجلسوا سويًا في صالة المنزل الواسعة، سفيان يكتف صالح بقوة وأدهم وفرغلي يمسكون قدميه بتفرق، يريدون رفعه للهواء كعادة أي أصدقاء لهم صديق آخر يتزوج!
_ فرغلي هعد، واحد، اتنين، تلاتة، نرمي فوق ماشي،
قال سفيان بحماس شديد وهو يقهقه على صالح الذي يتلوى كالأفعى بين أيديهم، والد صالح يجلس في ركن بعيد مع العم أمجد يمسكون كوبًا من الشاي ويتسامرون بينهم متجاهلين الولولة الخارجة من فم صالح،
_يلا....واحد، إتنين...اتنين ونص، تلاتــة
صرخ سفيان بهم بعد استطاعوا بمساعدة أصدقائهم من الحارة مساعدتهم في رفعه،
_ يالهــوي...يا مـامـا،
صرخ صالح بفزع وهو يقترب من سقف الغرفة وحين هم بالسقوط ذكر اللّه بخوف، ثم رفعوه مرة ثانية وثالثة وفي المرة الرابعة نادى على سفيان بفزع فضحك صديقه ثم حين همّوا برفعه مرّة أخرى منعهم سفيان بابتسامة طفيفة،
هو يعلم بأن صالح يخاف من المرتفعات ولكنه أراد أن يُمازح رفيقه،
_ حمد الله على سلامتك يا زمالة،
قال فرغلي بسخرية وهو يأخذ برأسه بين يده ليصرخ صالح بغضب ثم لكمه في معدته بقوة جعلت من فرغلي يصرخ بتفاجؤ،
_ آه يا غبي...دي بطني مش مخدة يا متخلف،
قال فرغلي بألم فضحك صالح بسخرية بحتة ثم نظر لسفيان بلؤم قبل أن يبتسم حين ضمه له بقوة،
_ مُبـارك يا حبيب أخوك، ربنا يتمم بخير ويجعلكوا مأوى وسند لبعض،
قال سفيان بهدوء فابتسم له صالح بدفء قبل أن يجذبه أدهم ناحيته بقوة،
أنت تقرأ
في حـي السيدة
Romansaقلبٌ مشردٌ دون مأوى، ضعيفٌ دون سند، تائهٌ دون مرشد، وعليلٌ دون دواء، كُتب عليهم آنذاكَ الهروب من بطش القريب إلى جحيم الغريب، فأي مأساة جعلت جحيم الغريب أهون من القريب؟، تركوا كل شئ ورائهم للنجاة بأنفسهم وحياتهم، وحدث هناك الإصطدام، أقدارٌ تداخلت مع...