في حي السيدة
الفصل الرابع عشر
وكان الصّحابة رضيَ اللَّـهُ عنهُم يستحبّون إكثَار الصلاة علىٰ النبي ﷺ يوم الجمعة.
قال ابنُ مسعود : يا زيد بن وهب لا تدع -إذا كان يوم الجمعة- أن تصلّي علىٰ النبيّ ألف مرّة .
- ابنُ القيم | جلاء الأفهام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نـظر حوله بهدوء شديد وخصلات شعره السوداء تتطاير بفعل الهواء،
كان واقفًا يفصل بينه وبين البحر الثائر من تحته جسر، ولكنه لم يفكر أبدًا في إلقاء نفسه من هذا الارتفاع المميت،
مـروان رغـم ما حدث معه كان يتقوى باللّه في كل لحظة ودقيقة،
انسابت دموعه فجأة وتعالت شهقاته المتألمة حزنًا على حاله وحـال عائلته،
نظرت له مـاريا بهدوء ولم تتدخل، هي تعلم شعوره في تلكَ اللحظة،
_ يـا اللّه....يا اللّه....
ردد مـروان بألم وهو يخبط على صدره ناحية قلبه، والده قُـتل...والدته أصبحت مجنونة...وإخوته، عـائش والصغيرة رهف...كيف أصبحوا بعد كل هذا؟
كيف واجهوا كل هذا بمفردهم؟
ارتجف فمه بحزن وعينيه الحمراء ترسم في عينيه أبشع المشاعر الألم...المعـاناة...والإنتقام،
_مـروان...إهدئ أرجوك، أعلم بأنك حزينٌ على ما حدث وما سمعته، ولكن أنـظر للجانب الجيد، أنتَ موجود الآن وستعوضهم،
قالت مـاريا بهدوء لينـظر مروان ناحيتها بسخرية وهو يردد،
_ عن ماذا سوف أعوضهم؟..عن عمرهم الذي ضاع هباءًا بسبب اللعين رائف..هل كان هينًا عليه تدمير عائلتنا هكـذا؟
لم تجيبه مـاريا بأي شيء فتنهد ببكاء ونظر أرضًا،
_شكرًا ماريا...شكرًا لكِ، لن أنسى فعلتك هذه أبدًا،
قال مروان بامتنان لتبتسم له ماريا بخفة،
_مروان...هذا عنوان منزلي، إذا ضاقت بكَ الدنيا أو صديقك هذا لم يساعدك فقط تعال عندي، والذي يسأل لا يتوه،
ابتسم مروان بهدوء لها وأمسك الورقة الصغيرة ثم وضعها بجيب الجاكت الذي أحضرته معها،
ماريا تكفلت بكل شيء له، ملابس، نقود وهاتف جديد، ووعدته ايضًا بالبحث عن عنوان أخوته،
تنهدت ماريا ثم نظرت له بتوتر طفيف لاحظه مروان،
_طـائف سيعلم قريبًا أنني هربت وبالتأكيد سيستنتج أنكِ من فعلتِ هذا،
أنت تقرأ
في حـي السيدة
Romansaقلبٌ مشردٌ دون مأوى، ضعيفٌ دون سند، تائهٌ دون مرشد، وعليلٌ دون دواء، كُتب عليهم آنذاكَ الهروب من بطش القريب إلى جحيم الغريب، فأي مأساة جعلت جحيم الغريب أهون من القريب؟، تركوا كل شئ ورائهم للنجاة بأنفسهم وحياتهم، وحدث هناك الإصطدام، أقدارٌ تداخلت مع...