الخيبّة

518 41 3
                                    

في حي السيدة

الفصـل السادس عشر

"إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ"

"اللَّهُم بلِّغنا مانَدعُوك بِه."♡

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصدتك من كل الجهات مناديًا
أجرني من القيد الذي شدّ معصمي
أعدني لنفسي كم تغربتُ حائرًا
أحن لضوء في سماءك منعمي
إذا طال صمتي سبّح القلب ضارعًا
وشعَّ دعاء الحب نورًا على فمي
فيهدئ قلبي بعد خوفي وحيرتي
وقد زاد عطرٌ من جنانك في دمي
حنانيك يا رباه نصفي على الثرى
ونصفي طَليقٌ في فضاءٍ مُحَوِّمِ
قصدتُ رحاب النور أنشد توبتي
وأنت لنا الغفّار من كل مأثم
تشبثت بالضوء الرحيم لعله
يشدُّ غريق النفس من بحرها الظمي
تعوذت يا ربي من الشر خادعًا
ومن لي سوى الرحمن في الأرض يحتمي،

كـان سفيان يجلس أرضًا بعدما انتهى من صلاة القيام ويتغنى بتلك الأنشودة التي دائمًا ما يرددها،

ينظر نحو السماء بأعين مغلقة، يُنـاجي ربه بحرقة ولا يعلم كيف يتخلص من تلك الغصة الكامنة في حلقه،

رفيقه حـيّ،

ويا ويـله على ما يضمره له في نفسه، مـروان لا ينتوي له خيرًا،

تذكّر سفيان ما أخبره به أدهم بعد خروج رائف من السجن،

لقد قـال له بأن سليم من أخرجه، وهو اعتقد بأن سليم يُساعد رائف، ولكن تلك المُكـالمات الدولية التي يجريها سليم في كل فترة لم تريح بال سفيان،

فجعل صالح يتولى أمر التجسس عليه ومراقبة هاتفه،

ولكن سليم كان ذكي وكان يعرف بأن هناك من سيتجسس عليه فقام باستخدام رقم آخر مزيف،

ولأن صالح ذكي في بعض الأحيان استطاع اكتشاف أمر هذا الرقم بمساعدة متخصصين وكّلهم أدهم بهذا الأمر،

وبالفعل استطاعوا النجاح في اختراق الرقم ومعرفة المكالمات التي تصل له من الخـارج ولم يكن سوى رقم واحد لامرأة تدعى مـاريا،

استغرب سفيان كثيرًا هو وأدهم.، إن كان سليم يُريد محادثة ماريا تلك لماذا كلّف نفسه ذلك العناء، ولأن سفيان لا يُحب التدخل في شئون الأخرين قال لأخيه بإنهاء هذا الأمر،

وحين أرادوا إنهاء الإختراق سمـع سفيان صوتًا لرجل يخاطبـه سليم باسم عزيز على قلبه،

مـروان،

كان الحديث يدور حول هروب مروان من سجن رائف وسيساعده سليم في هذا،

وقع الشك في قلب سفيان ناحية هـذا الموضوع، مروان مـات هذا ما أخبروه به حينها، ولـكن سفيان لم يرى الجثة وهذه نقطة في صالح شكه بأن مروان لا يزال حي يرزق،

في حـي السيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن