في حـي السيدة
الفصل الخامس عشر
«وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً، لأنه قُهِر، بخلاف غالب الهوى، فإنه يكون قوي القلب، عزيزًا؛ لأنه قهر؟!"
- ابن الجوزي رحمه اللهبسم اللّه الرحمن الرحيم ♡
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تصنمت عَـائشة في مكانها بدهشة حين استمعت لجملة سفيان التي سببّت ثوران رائف ،
_ إيـه يا رائف...مش مصدقني ولا إيـه،
قال سفيان بهدوء وهو يَقطع الورقة الموجودة بين يديه،
فنهض رائف بغل متجهًا نحو سفيان ثم حين همّ بإمساك سلاحه الذي وضعه في جيبه الخلفي امسكه سفيان بقوة سببتها مشاعره الثائرة من نظرات عائشة الخائفة منه،
توجهت عائشة مسرعة نحو رهف التي كانت على وشك فقدان وعيها فأمسكت كتفها بدعم وجاورتها هايدي التي اطمئن قلبها بوجود أخيها،
_ أبـيه سفيان....مش قولتلي هتعمل الفرح فين،
قال الشيـماء ببلاهة وهي تتطلع نحوه ليسبها سفيان بغضب ثم ابتسم لها بغل وهو يقول،
_ الحتّة إللي عيوش عايزاها هنعملوا فيها،
ولا تعلم عائشـة كيف تسلل لقلبها الآمان في وجوده، الوحش مـوجود إذن كل شيء سيكون بخير،
ابتسمت عـائشة بإصطناع وهي تواجه رائف ببرود أشعل نيران غضبه ناحيتها وجز على أسنانه قائلًا،
_ عائشة، متقليش حسابك معايا أكـتر من كده،
رفرفت عائشة ببراءة وهي تنظر نحو سفيان بهدوء،
_ أنـا مش عايزة فرح...بس ممكن نعمل سيشن إيه رأيك؟
ابتسم سفيان لهـا ببرود ثم نظر لرائف الذي كاد يشتعل واقفًا،
_ إيـه رأيك يا بن عمـها....سيشن ولا فرح؟.. ولا الإتنين دي عائشة يرخص ليها الغالي،
قال سفيان بجدية فقهقه رائف بسخرية ثم أردف بنفس النبرة،
_أكيـد مش عايزني أصدق المسرحية دي،
_الوحيد إللي بيعمل مسرحيات هنا هو أنـت يا باشا،
قال أدهم الذي دخل مسرعًا يتبعه صالح الذي حين رأى الشيماء أمامه ابتسم ببلاهة ونظر بعيدًا عنها،
_ يا رب يا سـاتر،
قال فرغلي وهو يخبط بكفه على باب المـنزل، أشـار له صالح بالدخول فشمّر عن ساعديه ودخل مبتسمًا،
_ إزيـك يا سفيان،
قال فرغلي بمرح وهو يخبط على كتفه متجاهلًا نظرات رائف الغاضبة منهم،
أنت تقرأ
في حـي السيدة
Romanceقلبٌ مشردٌ دون مأوى، ضعيفٌ دون سند، تائهٌ دون مرشد، وعليلٌ دون دواء، كُتب عليهم آنذاكَ الهروب من بطش القريب إلى جحيم الغريب، فأي مأساة جعلت جحيم الغريب أهون من القريب؟، تركوا كل شئ ورائهم للنجاة بأنفسهم وحياتهم، وحدث هناك الإصطدام، أقدارٌ تداخلت مع...