بَـراءة

631 49 13
                                    

في حـي السيدة

الفصل الثاني عشر

"إلى من وصَفنَا"
بالمّؤنسات الغالياتٍ :
ذكْرتك الروّح حَباً وعليِكَ القَلب صلى.

بسـم اللّه الرحمن الرحيم ♡

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هل سبقَ لكَ بأن شعرتَ باليأسِ يتغلغل إلى روحك فيسكنُ بداخلكَ ويقتلع جزوعَ الصبرِ المُتأصلة بك..

كـانت عَـائشة تسيرُ في الشارع وتنظر حَولها بشرود، نظراتها تـائهة، بـاهتة وحزينة...

حديثها مع سـليم جعل منها في حـالة يأس شديد، لقد ظـنّت حينما رأته بأنه الخـلاص، ولكن يبدو بأن الآوان لم يأتِ بعد،

تسير بـلا هَـدف...

تـبكي دون صـوت...

رائـف؛

الشيـطان الذي دمّر حياتهم سيخرجُ اليـوم كما أخبرها سليم، سيـخرج لأن والده حينما عَلم بما حدث له جُن جُنونه، فسـافر خصيصًا من الإسكندرية إلى القـاهرة يصحبُه العـم "مجـدي"  محـامي العائلة،

كانت تتمنى لو بقى وقتًا أطـول في السجن،  وقتًا يُؤهلها للهـروب مجددًا مع أختها ووالدتها،

وعـلى ذكر والدتها، لقد أخبـرها سليم بـأنه لـم يكن يأتِ لـها بالدواء الخاص بها،

ولـكن رائف أخبرها بأن هـذا الدواء يُرسله سِـليم لهـا وهـي كَـانت تدفع ثمنه للوسـيط الذي يُسلمه لـها،

" آآه " أنينٌ خَـافت خرج من فَمهـا حينما اختنقت بشهقاتها المَكـتومة،

لم تبالي بأنظار الناس مِن حـولها، لـم تبالي بأي شيء

عـائشة شكّت بأن الـدواء هـو من دمّرَ حـالة والدتها، وإلا كيف لا يحدُث أي تقدم ولو طفيف في حـالتهـا..

وعند شكـوكها تـلك لم تستطع الصبر فـركضت في الشوارع التي تفصل بينها وبين الطريق الذي يؤدي إلى البيت الذي تقبع فيه والدتها،

ركـضت بِكـامل سرعتها حـافية القدمين كـما كانت منذ البداية،

حينما رأت وَجه أختـها المشوه بفعل رجـال ذلكَ الشيطان لـم تتحمل وثارت ثَـائرتها،

خرجت من المنزل حافية القدمين أوقفَت سيارة لتأخذهم للقسم بعدما ألحّت عليها هـايدي قائلة بأن منظرهم هذا لا يجوز أمـام الناس،

بعدما خَـرجت على الطريق الرئيسي أوقفت عـائشة سيارة أجرة لِتقلهـا إلى عُنـوان البيت الذي كـان بعيدًا نسبيًا عن قسـم الشرطة...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في حـي السيدةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن