الفصل الخامس

44 10 0
                                    

لا بأس بالفضول، ولكن اياك وتعدي الحدود والا سحبك فضولك للجحيم
.
.
.
.
.
.
.
.

غلبه الحماس فتحدث بسرعه

   - سأبني سفينة جديدة واخرج من هنا

نظرت له اوديليا وإمارات التعجب قد غزت ملامحها، فإستكمل جونغكوك حديثه موضحًا

   - مررت بالغابة ورأيت بها كل ما اعرفه من اشجار، واحدها  اشجار الساج، وهي تستخدم لصنع السفن، لذا سأصنع سفينة تكفي رحلتي للعوده

اجابته اوديليا بإستهزاء

   - وما عازتها، أنسيت أمر الحاجز!

استرسل جونغكوك وقد ملئه الامل

   - قلتِ انكِ الملكة، حاجز كهذا ليس بالامر الجليل معكِ، اليس كذلك

اشاحت اوديليا وجهها وقد بدأ صبرها ينفذ

   - وإن كنت استطيع فما الذي يمنعني عن الرحيل

نظر لها جونغكوك بجديه محاولًا شرح وجهه نظره لها

   - أجربتي فتح الحاجز من قبل؟

هزت راسها نافيه، فاسترسل هو
   - قلتي أن انسانًا مات بسببكِ فكيف تعودين لعالم البشر!، وقد نفتكِ مملكتكِ اصلًا فليس لديكِ مكان اخر غير هذه الجزيرة، الامر ليس انكِ لا تستطيعين، بل انكِ لا ترغبين، ففي النهاية انتِ الملكة وما من صعب عليكِ
تنهدت اوديليا لما قاله ثم اردفت

   - اسمع، كل ما قلته صحيح، لقد قُتل انسانًا بسببي و...

صمتت تتنفس بعمق فشعر جونغكوك بالذنب لما قاله، استكملت هي

   - قد نفتني مملكتي عن ارضي، لكن مع ذلك لا يمكنني فتح الحاجز، فلست من صنعه، الطاقه التي صُنع بها الحاجز مختلف تمامًا عن طاقتي،فهي طاقة مليئة بالشر، إن حاولت فتحها فقد...

صمتت اوديليا فصاح بها جونغكوك

   - فقط ماذا؟، انتِ حتى لم تحاولي، اي ملكة تلك تستسلم بهذه البساطه، إن كانت تلك طاقة شر فأليس بالحريّ هزيمتها!

اخفضت اوديليا رأسها تفكر بعمق، فإن حاولت فتح الحاجز بتهور قد يسلبها ذلك حياتها، لكنها لا تود بقائه هنا، فلديه عائلة ولا يمكنها ترك بشري آخر يموت بسببها، تنهدت طويلًا ثم رفعت رأسها بحزم

   - حسنًا سأحاول فتحها من اجلك

تنفس جونغكوك الصعداء لسماع اجابتها التي راقت اذناه كلحن سعيد، امسك يدها ثم تحدث ممتنًا

   - شكرًا لكِ، حقًا شكرًا لكِ

اومأت له متفهمه، ترك جونغكوك يدها، ثم تحدثت اوديليا سائله

   - كم المده التي تحتاجها لبناء السفينة

اخفض جونغكوك رأسه يحسب كل ما يحتاجه من وقت، ثم اجاب بعد أن اطلق تنهيدة صغيرة

   - سنة على الاقل، مدة طويلة، طويلة للغاية، لكن لا بأس بها مقارنة بالبقاء هنا للأبد، او الاسوء، الموت

سألت اوديليا مجددًا

   - أيكفي ما وجدت من شجر الساج؟ إن احتجت المزيد اخبرني، فلسوف اصنعهم لك

اومأ لها جونغكوك مبتسمًا، ثم تحدث

   - سأخرج لتقييم الوضع جيدًا، ومرة اخرى شكرًا لكِ

ابتسمت له اوديليا بحنان، نهض هو نحو الخارج وباله مشغول بالكثير، قلق على حال والديه وصديقه، ومن جهه اخرى لا ينفك عقله عن تذكر ملامحها الحزينه، يشعر بالكثير من الذنب لإستخدامه الكلمات الخاطئه، ما كان عليه استخدام "بسببك" فهو لا يعلم حتى ما حدث، وقد استخدم نقطة ضعفها ضدها، الذنب يأكله، ما عاد يستطيع فهمها، لوهلتها الاولى بدت هادئه وسعيده لكنه بدأ يرى كم هي مُحملة بالاعباء والحزن،  يعجز حتى الان عن تصديق كل ما روته، لكن إن صدق كلامها، فكم هي بقويه لتحمل كل ما حدث،

بدأ يشعر بالفضول نحوها، إن حُبست هنا منذ سبع سنوات، فكم عمرها الان؟، تبدو صغيرة، وفي أي عمر اذًا تولت الحكم؟، ُملئ عقله بالكثير من الافكار فحرك رأسه يمينًا ويسارًا يطرد كل ما يمكنه تشتيته.

واصل طريقه نحو حطام سفينته، وراح يؤمّن كل ما يصلح لبناء السفينة، ولحسن حظه ادواته ما زالت تعمل، ثم توجه الى الغابة، وسار باحثًا عن مراده حتى لاقت عينه مجموعة الشجيرات التي كان يبحث عنها، ما كان بيده سوى الإنزهال من هذا المنظر، ابتعد خطوة يتأمل جيدًا ثم عاد المثل،

   - أإزداد عددهم؟!

سرت قشعريره بجسده، حيث حال الى عقله احتمالية أن تكون هي من فعلت ذلك.
راح يسير وسط غابة الساج الهادئه التي اتت من العدم، سار يتأمل السماء باحثًا عن مملكتها، فحسبما قالت مملكتها في السماء، انزل رأسه بعد أن آلمته الشمس وتحدث الى نفسه شاردًا

   - ملكة بهذا اللطف كيف يتخلى عنها شعبها!، من الظلم بقائها هنا، سأخذها معي في طريقي للعوده، ما حاجة للبقاء وحيدة هنا!، قد يكون من الصعب عليها مواجهة البشر ولكن هذا افضل من البقاء وحيدة على جزيره غير مرئية كتلك

توقف فجأه حالما رأى ضوءًا ذهبيّ، نظر خلفه فوجد أنه ابتعد كثيرًا عن الغابة، اشعل ذلك الضوء الغريب فضوله ،فسار في طريقه محاولًا معرفة مصدره، حتى وصل الى حائط ذهبيّ اللون، او هذا ما بدى له، ولم يتوقف سوى عندما شعر بقدمه يختل توازنها، وجه نظره للأسفل، فكانت حافة المنحدر ما واجهه،

تذكر حينها ما قالته اوديليا عن ذلك المنحدر الذهبيّ، كاد يعود ادراجه لكن الإنبعاث الشديد للضوء الذهبيّ اثار فضوله للغايه، فما كان منه سوى أن رفع يده نحوالضوء محاولًا لمسه، وفورما وصلت يده الى حافة الضوء سُحب جونغكوك الى داخله، واختفى تزامنًا مع البرق في السماء.

رفعت اوديليا نظرها عن الكتاب الذي كانت تقراءه فور سماعها لصوت البرق، خرجت سريعًا تنظر للسماء، وحينها عرفت أن ما خافت منه قد حدث!

ممكلة تدوريس: الملكة المنفيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن