الفصل السابع

56 9 0
                                    


احيانا يصبح الماضي مفهومًا عندما ينكشف الستار عن غشاوة الحاضر

.
.
.
.
.
.
.
.


فاض بها الكيل، وها هي اخذت تجري بعيدًا عن جثته، بعيدًا عن وصيفاتها، بعيدًا عن شعبها، بعيدًا عن نفسها الحزينة هناك

تهرب وتركض كما لم تفعل من قبل، وخلفها هو يجري معها بذات الاتجاه، تاركًا بينهما مسافة، فهو ادرك انها تريد الإختلاء بذاتها هناك، بل وهو ايضًا راح يفكر في مصيره، بعد أن ادرك أن من مات هناك كان ذلك البشري، وقريبًا قد يلقى حتفه بذات السيف


جثت على ركبتيها بعد أن تعبت، ولم تجد نفسها سوى في حديقة القصر، حيث احب قلبها، وحيث معظم، بل كل ذكرياتها الجميلة

هنا لعبت مع والداها، هنا تعلمت ركوب الدراجة لأول مرة، وهنا حظيت بحفله شاي مع اثنتان من عرائسها المفضلة ووالدتها، يتسامران في هذا وذاك، ويحتسون شاي الياسمين المفضل لوالدتها

هنا حيث تسللت بحبيبها لأول مرة، وحظيت بموعدهما الأول والأخير كذلك

جلست تضم ركبتيها معًا، وحشرت رأسها في الداخل، تحاول التماسك، فهو ليس وقت الإنهيار، عليها النهوض، عليها النجاة، على الاقل عليها إنقاذ هذا البشري،على الاقل، الان وتحديدًا لن تستطيع تركه يموت،ابدًا،ليس مجددًا
هي الملكة وكلمتها توجب التنفيذ، ستحميه ولو بحياتها

نهضت تحاول الثبات، نظرت له فقراءت بعينيه الحيرة والخوف،الان فقط صدق بمملكتها، وصدق بإحتماليه موته، بل حتميته!، تحدثت هي بنبرة من التحدي

  - سأنقذك مهما حدث، ولو كلفني هذا حياتي!

نظر لها بفراغ وما بجعبته من كلمات، رفع عينه خلفها حيث سطع الضوء الذهبيّ فجأه، نظرت هي خلفها فرأت سحابة ذهبية ضخمة آتيه بسرعة نحوهم

امسكت يده سريعًا، وانطلقت تجري بعيدًا عن الضوء، وصاحت منفعله

   - اركض

تحدث هو سائلًا وقد دب الرعب  اوصاله

   - ما هذا!

اجابته دون أن تلتفت، بينما خطواتها اخذت في الإسراع

   - انها فوهة الزمن، لو لمستك فستهلك!

اخذ الاثنان في الركض لوقت لم يستطيعا حسابه، حتى اختفى الضوء من حولهما مجددًا، ولاح الأسود في الافق، وهذه المرة ظل مدة قد تصل لدقيقة او ربما اكثر، عاد الضياء مرة اخرى،
وما أن ابصرا وجدا انفسهما في القصر مجددًا، تحدثت اوديليا في تساؤل بينما تسير جنبًا الى جنب مع جونغكوك

ممكلة تدوريس: الملكة المنفيه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن