الفصل العشرون : انتقال سكينة إلى الإعدادية

462 30 22
                                    

لقد تم قبول طلب السيد العسيري و سوف تنتقل سكينة إلى الإعدادية  ، فقد التحقت بالدراسة الابتدائية في وقت متأخر نوعا ما و مع ذالك تجاوزت كل من كان أصغر منها و أقرانها و من كان يكبرها ، لقد كانت عزيمتها و إصرارها على المقاومة و المتابعة و الإستمرار ركائزها الأساسية .
كان حلمها أن تصبح شخصية مرموقة و تفتخر بها أمها و إخوتها ، و تعود الحياة إلى ما كانت عليه ، كانت تحلم بأن تكون إمرأة غنية و تبني فيلا كبيرة جدا بالمعايير التي تريدها ، أن يكون فيها غرفا كثيرة تكفي لكل الأسرة ، و زوجات إخوانها و أطفالهم ، كانت تصمم غرفة أمها بالطريقة التي كانت تتمناها ، أن تكون متوسطة الحجم و بها سرير بنفسجي اللون ، و ستائرا وردية مرصعة برسومات بيضاء، و في الحائط تعلق لوحة قرآنية و أدعية ، و بعدها يوجد صور لكل الأسرة ، كانت عندما تتذكر والدها تصمت قليلا ، لأنها لا تعرفه و لا تملك عنه أي ذكرى ، و المعلومات المتعلقة به لا تقو على تخيلها لشحها، أمها كانت واضحة مع الجميع ، لا احد يتكلم عنه ، لا كيف عاش و لا كيف مات، كانت سكينة تحاول أن تنبش في الماضي مع إخوتها و تسرق بعض المعلومات خلسة عن مسامع والدتها ، و قد عرفت أنه كان لا يريدها و مات منتحرا ، لم تصدق كلام أخيها الأصغر ، فهو معروف بكذبه كل الوقت ، و خصوصا انها أرادت التحقق من كلامه و التأكيد عليه أن اقتضى الحال ، لكن اخوها محمد كان يفنذ ادعاءاته و يطلب منها أن لا تسأل عنه كثيرا ، و كان يضحك و هو يردد جملته المعهودة  لإخافتها:

_ غذي تنبشي بزاف تخرجي حنش يقرصك(إذا حفرت كثيرا سوف تخرجين ثعبانا يلذغك)

كانت تخاف منه و هو يحرك يده على شكل موجات مقلدا زحف الثعبان، و تهرب منه و هو يتبعها، و بعدما يتأكد من ابتعادها  فيتجه ناحية أخيه الأصغر ثم يصفعه على وجنته محذرا إياه أن لا يحادث سكينة بخصوص والدهم .
الحاج العسيري توصل بالخبر عبر الهاتف لم تسعه فرحة  ، و كان الحاج حمزة أيضا في المكان ،  منبهرا بما يسمعه ، أول مرة يتصادف بحدث مثل هذا ، أن يتعرف على فتاة ذكية جدا ، تتجاوز مستويات دراسية . خرج لعسيري من مكتبه و هو ينادي على سكينة و قد اغرورقت عيناه بالدموع :

_ هللي يا سكينة ، سوف تلتحقين بالاعدادي السنة الأولى ، لقد نجحت في إقناع وزارة التربية الوطنية.

وقفت صابرين و بعدها جرتها إليها بقوة و بدأت تقبلها و تمسح على رأسها ، باقي النسوة لم يفهمن القصد ، و كانت وجوههن محايدة ، بها ابتسامة مقيدة تنتظر الحكم ، فهمت صابرين أنهن غير واعيات بما يطرأ حولهن ، و بعدها جلست و قد وضعت قدما على قدم و بدأت في الشرح :

_سكينة عندما دخلت المدرسة كانت متأخرة بسنتين ، كنا نضن أنها أضاعت سنوات من حياتها الدراسية .

كانت اختا حمزة تنظران إلى صابرين تارة و سكينة تارة و هما تبتسمان ، بينما ابنة أخته فقد كانت متجمدة ، و هي تحدق بسكينة التي ازداد جمالها ، فقد احمرت وجنتاها خجلا مركزة فيما سوف تقوله صابرين عنها .

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : May 05 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

بأي ذنب عُذبت؟Où les histoires vivent. Découvrez maintenant