لقد تم قبول طلب السيد العسيري و سوف تنتقل سكينة إلى الإعدادية ، فقد التحقت بالدراسة الابتدائية في وقت متأخر نوعا ما و مع ذالك تجاوزت كل من كان أصغر منها و أقرانها و من كان يكبرها ، لقد كانت عزيمتها و إصرارها على المقاومة و المتابعة و الإستمرار ركائزها الأساسية .
كان حلمها أن تصبح شخصية مرموقة و تفتخر بها أمها و إخوتها ، و تعود الحياة إلى ما كانت عليه ، كانت تحلم بأن تكون إمرأة غنية و تبني فيلا كبيرة جدا بالمعايير التي تريدها ، أن يكون فيها غرفا كثيرة تكفي لكل الأسرة ، و زوجات إخوانها و أطفالهم ، كانت تصمم غرفة أمها بالطريقة التي كانت تتمناها ، أن تكون متوسطة الحجم و بها سرير بنفسجي اللون ، و ستائرا وردية مرصعة برسومات بيضاء، و في الحائط تعلق لوحة قرآنية و أدعية ، و بعدها يوجد صور لكل الأسرة ، كانت عندما تتذكر والدها تصمت قليلا ، لأنها لا تعرفه و لا تملك عنه أي ذكرى ، و المعلومات المتعلقة به لا تقو على تخيلها لشحها، أمها كانت واضحة مع الجميع ، لا احد يتكلم عنه ، لا كيف عاش و لا كيف مات، كانت سكينة تحاول أن تنبش في الماضي مع إخوتها و تسرق بعض المعلومات خلسة عن مسامع والدتها ، و قد عرفت أنه كان لا يريدها و مات منتحرا ، لم تصدق كلام أخيها الأصغر ، فهو معروف بكذبه كل الوقت ، و خصوصا انها أرادت التحقق من كلامه و التأكيد عليه أن اقتضى الحال ، لكن اخوها محمد كان يفنذ ادعاءاته و يطلب منها أن لا تسأل عنه كثيرا ، و كان يضحك و هو يردد جملته المعهودة لإخافتها:_ غذي تنبشي بزاف تخرجي حنش يقرصك(إذا حفرت كثيرا سوف تخرجين ثعبانا يلذغك)
كانت تخاف منه و هو يحرك يده على شكل موجات مقلدا زحف الثعبان، و تهرب منه و هو يتبعها، و بعدما يتأكد من ابتعادها فيتجه ناحية أخيه الأصغر ثم يصفعه على وجنته محذرا إياه أن لا يحادث سكينة بخصوص والدهم .
الحاج العسيري توصل بالخبر عبر الهاتف لم تسعه فرحة ، و كان الحاج حمزة أيضا في المكان ، منبهرا بما يسمعه ، أول مرة يتصادف بحدث مثل هذا ، أن يتعرف على فتاة ذكية جدا ، تتجاوز مستويات دراسية . خرج لعسيري من مكتبه و هو ينادي على سكينة و قد اغرورقت عيناه بالدموع :_ هللي يا سكينة ، سوف تلتحقين بالاعدادي السنة الأولى ، لقد نجحت في إقناع وزارة التربية الوطنية.
وقفت صابرين و بعدها جرتها إليها بقوة و بدأت تقبلها و تمسح على رأسها ، باقي النسوة لم يفهمن القصد ، و كانت وجوههن محايدة ، بها ابتسامة مقيدة تنتظر الحكم ، فهمت صابرين أنهن غير واعيات بما يطرأ حولهن ، و بعدها جلست و قد وضعت قدما على قدم و بدأت في الشرح :
_سكينة عندما دخلت المدرسة كانت متأخرة بسنتين ، كنا نضن أنها أضاعت سنوات من حياتها الدراسية .
كانت اختا حمزة تنظران إلى صابرين تارة و سكينة تارة و هما تبتسمان ، بينما ابنة أخته فقد كانت متجمدة ، و هي تحدق بسكينة التي ازداد جمالها ، فقد احمرت وجنتاها خجلا مركزة فيما سوف تقوله صابرين عنها .
VOUS LISEZ
بأي ذنب عُذبت؟
Romantikالقصة تتحدث عن فتاة تعرضت للتنمر و التعنيف اللفظي و الجسدي لانها مثلية و لكن احداث القصة تتغير و تحدث مفاجآت تزلزل الوقائع. حيث سوف تغرم بها الفتاة التي كانت ممن قاموا بتعذيبها . المعلومات الموجوده في القصة واقعية من الدين و العلم و الفلسفة، التوار...