الفصل التاسع عشر: مصادفة غريبة

562 35 23
                                    

طلبت صابرين من الخادمة أن تنظف صالة استقبال الضيوف ، و بعدها وجهت الكلام لسكينة و ولديها أن يرتدوا أجمل الثياب  ، لان الشخص الذي سوف يأتي هو ابن عم زوجها ، و لم يزرهم منذ مدة طويلة ، سكينة سمعت فقط بعض فتات الكلام و فهمت أن هذا الرجل سوف يبدأ مشروعا تجاريا مع الحاج العسيري ، و أنه غني جدا ، لم يذكروا عمره و لم يتكلموا عن زوجته أو أولاده ، لكن يظهر أنه شخص مهم و محبوب لدى سيد المنزل.
امتثلت سكينة لكلام صابرين و ذهبت لتنقي احلى فستان تملكه ، رتبت شعرها و تعطرت قليلا ، و بعدها توجهت ناحية صابرين و بدأت تستعرض ملابسها أمامها و هي تضحك ، عانقتها صابرين بقوة و رددت بصوت خافت .

-صرتي تكبرين و صرت أغار أكثر.

لم تسمع سكينة ما قالته ، بل نزلت من على الادراج و هي تضحك ، اتجهت ناحية المكتبة و اختارت رواية كانت قد بدأتها البارحة ، و بعدها جلست و هي تقرأ بتمعن ، مرت من أمامها الخادمة و بدأت تسب من تحت شفاهها و هي تتمنى موتها في اقرب وقت ، بدأت فكرة التخلص منها تسيطر على عقلها ، و كلما رأتها عادت تلك الفكرة بقوة ، بل و اصبحت تهيمن على كل تفكيرها ، و لكنها كانت تبحث عن طريقة تنهي بها حياتها دون أن يشك أحد فيها .
المسكينة سكينة لم تكن تعرف أن هناك من يكرهها بقوة و من يعشقها بجنون، كانت مثل ملاك ، تعيش يومها بيومه ، تبحث عن الاستقرار ، تتذكر امها و تنتظر اليوم الذي يخبرها محمد أنها تريد رؤيتها ، هي لا تعرف لماذا تكرهها بهذا الشكل ، لكن تعلم أنها الفتاة المشؤومة التي جلبت معها الموت ، بدأت تكبر و تقتنع أن ابتعادها عن إخوتها سوف يجنبهم الخطر ، كانت مستسلمة ، لكن يبقى أنها لم تفهم لما امها لم تختر الطريق الأسهل ، أن تضل على تواصل معها و لكن بعيدا عن إخوتها ، كل ما فهمته أن وجودها في البيت  يسبب المشاكل ، لكنها الآن هي بعيدة ، كانت غالبا ما تطرد الفكرة من رأسها و تنشغل في اشياء اخرى كي تنسى أو تتناسى جانبها الآخر ، و كانت تتمنى أن لا تصل قصة شؤمها إلى هذا المنزل كي لا يتطيرون منها و يطردونها ، و هي التي تعودت على الجميع الا الخادمة السعدية التي ضلت تحس انها تتجنبها دائما .
دخل الضيف و معه امرأتان و مراهقة بعمر الثامنة عشر أو أقل ، سكينة خمنت في  العلاقة التي تربط بين الضيف  و النساء ،  الرجل هو زوج المرأة السمينة و الفتاة ابنته ، و المرأة الأخرى هي أخته ، حاولت أن تسكت أفكارها كي تركز و أن لا تضع صابرينة في موقف حرج ، و هي التي تعرف انها تحب الايتيكات و أدب الحوار ، هي تتصرف مثل النساء الارستقراطيات، لما مثل؟!  فهي امرأة أرستقراطية ، لكن سكينة لم ترى ابدا فردا من أفراد أسرة صابرينة ، فكل من يأتي إلى الفيلا يكون من أهل أو اصدقاء سيد البيت ، لكنها لم تكترث يوما أن تعرف السبب .
جلس الجميع بعد أن طال السلام ، و تبادل أسئلة الاطمئنان ، و بعدها سألت المرأة السمينة صابرينة :

- من هذه الفتاة الجميلة ؟

لم يترك سيد البيت المجال لصابرين كي تجيب ، بل اعتدل في جلسته و وضع قدما على قدم و هو يفتخر بتواجد سكينة و بعدها أجاب :

بأي ذنب عُذبت؟Où les histoires vivent. Découvrez maintenant