يعودون للأطلال المدمرة بحثًا عن ذكرياتهم المبعثرة و المدفونة 🇵🇸💔

29 3 0
                                    

بعد كل قصف تشنّه قوات الاحتلال على أحياء غزة، يعود الناجون إلى بيوتهم للبحث عمّا تبقّى من مُقتنَيات أو ذكريات عزيزة عليهم، لا يريدون لها أن تُدفَن تحت الأنقاض هكذا بسهولة .

نغرس الامل في كل ركن من أركان بيوتنا  في قارورة كأنها صبارة على نافذة تستقبل الشمس صباحا كل يوم .. نرويها بذكريات وحكايات نبوح لها بأسرارنا وتسجل ذكرياتنا وتحفظ حكايات رواها لنا اصدقاء لنا عند النافذة ..،  غرف تزينت بحضورنا وبصمة كل فرد منا فيها ،  هي الأماكن  المليئة بالأسرار .. بالضحك والبكاء .. ومشاكسات الأب مع الأبناء حول نقاشات واختلافات معينة.. ديكورات خاصة بزوق كل فرد في البيت.. وتفاصيل نجهلها، وحكايات ذهبت وبقيت غصة في قلب  ألفت ؛ وحين سردتها لنا بكت بحرقة من ضياع تلك الذكريات التي لن تأتي بسهولة لتذهب هكذا برمشة عين ..

ألفت المعصوابي سيدة أربعينية من العمر، تعمل اخصائية نفسيه تعالج الناس وتخرجهم من الصدمات التي تحل بهم ، كانت تتعامل معهم حسب علم درسته وتعمل به وتطوره من خلال معاملتها من الحالات المختلفة، ولكنها لم تتوقع يومآ أن تكون ضحية هذه الصدمات بعد أن هدم الاحتلال الاسرائيلي منزلها الذي يحوي ذكرياتها والتي باتت الآن رماد .

لحظات الفرح أصبحت رماد !!

بعيون أنهكها البكاء، وأيدي ترتجف، و صوتها الخافت الذي انخفض من أنين القهر، تقول ألفت "  بعد سنين من التعب والمعاناة لأحصل على بيت خاص وملك لي و لأبنائي ، حيث كنت سكنت عدة مرات في بيت بالإيجار، فكان هذا البيت كأنه الجنة بالنسبة لي لعدم حصولي عليه بسهولة، كنت أهتم بكل حجر وزاوية في البيت وأصنع الزوايا المختلفة والتي تضيف رونقآ وبهجة، كنت أقدس أشيائي وعندما يتلف في بيتي شيئآ أعيد تدويره وأصنع منه شيئآ أجمل "

الجدار الصامت  🇵🇸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن