على الرغم من حدوث ذلك صيف العام الماضي ، إلا أن إيمان الفار ذات 34 عامًا ، لا تصدق حتى اللحظة ، بأن شمل أسرتها الذي اجتمع بعد 16 عاماً، من الغربة، فرّقته صواريخ الحرب للأبد .
تقول إيمان قبل أربعة أشهر من الحرب التي شنتها إسرائيل في تموز الماضي على قطاع غزة ، عادت خالتي من الأردن، برفقة اثنين من أبنائها ، إلى غزة، لإقامة حفل زواج ابنتها ريهام ذات 26 عامًا ، على شقيقي أحمد ذو 26 عامًا .
الزواج الذي تم حين عودة الخالة ، لم يدم طويلا ، حيث أنهته صواريخ إسرائيلية سقطت على منزل العائلة الكائن في مخيم المغازي للاجئين ، وسط القطاع ، أودت بحياة 10 من أفرادها ، مع تدمير المنزل بشكل كامل
سعادة لم تكتمل
وتستحضر إيمان الأجواء السعيدة التي كانت تعيشها العائلة قبل الحرب بقولها: كنا سعداء جدًا عندما جاءت خالتي وابنها وابنتها العروس، لقد اجتمعنا بعد غربة طويلة وتبادلنا الأحاديث كثيرًا، أقمنا حفل زفاف رائع
لكنها وبنبرة حزن تستدرك حديثها: كانت الساعة 10:30 ليلًا، حيث كنا نتناول طعام العشاء، عندما استهدفتنا طائرة حربية، وما زلت إلى الآن أتساءل لماذا قصفوا منزلنا، دون أى سبب .
وتكمل: لقد كان مؤلمًا ما حدث، فقدت والدي، ووالدتي وشقيقاتي ،الأربع، وزوجة أخي، وخالتي وأبنائها الاثنين.. لم يتبق من العائلة سوى شقيقي أحمد، وطفلين لإحدى شقيقاتي، لم يتجاوز أكبرهما السابعة من العمر .
وحتى اللحظة لا تصدق إيمان بأن خالتها التي لم يتبق من عائلتها سوى زوجها وابنها في الأردن، قد فارقت الحياة ورحلت إلى « غربة دون رجعة » على حد وصفها.
وتعود لتتحدث عن شقيقها الذي فقد عروسته : لقد قتلوا فرحته مع زوجته كانا يحلمان بتكوين أسرة سعيدة، وإنجاب أطفال، هل ارتكبا ذنبًا في ذلك حتى يفقد أحدهما الآخر؟ .
وبعد عام على الحرب، لا تزال ذاكرة هذه الفلسطينية المفجوعة، حيّة تحتفظ بكافة تفاصيل لقاء أفراد العائلة، فتروي هنا قائلة: كنا قد قررنا حينها، اقتناص كل لحظة معًا، قبل أن تعود خالتي للأردن، وذلك لتعويض سنوات الغربة والفراق .
لم يعد العيد عيدًا !!
وتحدثت الفار عن أجواء عيد الفطر الذي احتفل به الفلسطينيون يوم الجمعة الماضي، وكيف عاشته : العيد بالنسبة لنا ذكرى قاسية ومؤلمة، ففي أول أيامه العام الماضي، كان استهداف المنزل، وفقدان عائلتي، وهذا العام، أشعر بالوحدة في هذا المنزل الذي استأجرته أنا وأخي أشتاق لشقيقاتي ووالدتي ووالدي، ومنزلنا الذي تم تدميره بالكامل .
وكانت إيمان قد أصيبت خلال الغارة التي استهدفت منزلهم بشظايا في جميع جسدها، بينما أصيب شقيقها أحمد بإعاقة في يده، كما تقول.
وشنّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة، في السابع من تموز الماضي استمرت قرابة 50 يوماً، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 2200 فلسطيني، وإصابة 11 ألف ،آخرين، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وحسب إحصائية، أعدتها وزارة الأشغال ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، فإن عدد الوحدات السكنية المهدمة كلياً بلغت 12 ألف وحدة ، فيما بلغ عدد المهدمة جزئياً 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن
حسبنا الله و نعم الوكيل فيهم 💔
أنت تقرأ
الجدار الصامت 🇵🇸
Randomكلمات الشهداء تبقى خالدة ، صوت يصدح عبر الأجيال ، قصص الصمود والتضحية تحكيها أصوات ترنَّمت بالإيمان و الثبات و تكشف عن عزم لا يتزعزع ، كلماتهم تحمل شغفًا بالإرادة و العدالة . هذا الكتاب يحمل روح المقاومة و التصميم على تحقيق الحرية . ١٠٠ ألف شهيد م...