special chapter -1-

181 15 224
                                    


«مَدينَة فيكتوريا - أسترَاليَا»

«أكتُوبر - عَام ٢٠٠٨»

فِي تِلكَ الحَديقةِ التِي تَملؤهَا أشجَارٌ خَضراءٌ عَاليِة وزهُورٌ ذَات ألوَانٍ زَاهِيَة كَانَت أشِعةُ الشَمسِ السَاطعَة وأصوَات الطُيور المُحلِقة، تَجسِيدٌ مِثاليٌ لِلأيَامِ الربِيعيةِ فِي أسترَاليَا. وبَينمَا تَترَدد أصدَاء ضحِكاتِ الأطفَالِ وهُم َيلعبُون مَع أصِدقَائِهم وآبَائهِم فِي أرجَاءِ المكَانِ، بِجوَارِ شُجَيرةٍ صَغيرةٍ، جَلسَت صَغيرَتنَا ذَات السَبعِ أعوَامٍ تُحَاوِل كَتمَ شَهقَاتِها بينَما يَمسَح كَفها الصَغير الدمُوعَ المُنهَمرةِ مِن بُنِيّتَاها، تَنظرُ إلَى العُشبِ أسفَلهَا مُخفِيَة وَجهُها.

بَعد لَحظَاتٍ قليلة مِن البقَاءِ ِفي نَفسِ الوَضع، شَعرَت بِظلٍ حَل فَوقَهَا، يَحجب النُور عَنهَا. نَظرت الفتَاةُ لأعلَى لِترَى وَلدًا يَبدو أنَه فِي نَفسِ عُمرِها، ابتَسامةٌ تَعلو وَجهَه. مدَّ الطِفل يَده لَها، حَاملًا فِي كَفه مِنديلًا قُمَاشيًا مُزَخرفًا بِورودٍ حمرَاءَ جَميلةٍ. حَدَقت فِي وَجَهه لِلحظَاتٍ قَبلَ أن تَمدَ يَدهَا هِي الأخرَى بِتَرددٍ وتَأخذ مِنه المِندِيل ومَسحَت بِه دُموعَها. حَالمَا فَعلَت، تَحرك الفتَى مِن أمِامِها لِيتجِهَ ويَجلس علَى العُشبِ بِجوارِها

"لِمَاذَا تَبكِين؟"

سَألَهَا بِصوتِه الصَغيرِ

نظَرَت إليّه قَليلًا ثُم إلَى الأرضِ مُجدَدًا، مُحرَجةٌ مِن مشَاعِرهَا. وَضعَ يَدَه الصَغيرةِ علَى ظَهرِها وأخذَ يُمسِده فِي هدوءٍ

"أتَعدنِي أنكَ لَن تَضحكَ علَيّ؟"

"أعدُكِ"

تَنهدَت الصَغيرةُ بِعمقٍ قَبلَ أن تَقولَ بِطيفٍ مِن الخَجلِ:

"الجَميع يَلعبُون مَع أصدِقائهم، وأنَا أجلُس هنَا وَحدِي، لَيسَ لدَي أيّ أصدِقاء. يَظن الجَميع أنَني غَريبةٌ وَحتَى وَالدَايّ لَم يَأتوا مَعِي، أشعُر بالوِحدةِ..."

أعرَبت، كَان رأسَها لَا يزَال مُنحنيًا إلَى الأسفَل بينَما تَنظر إلَى الأرض

"أنَا أيضًا لَيسَ مَعِي أيّ أحدٍ ألعَب مَعه ولَا أظُن أنكِ غَريبةٌ، مَا رأيكِ أن نَلعبَ مَعًا؟"

أقتَرحَ عليّها الفتَى الصَغير فِي ابتِسامةٍ. حَالمَا سَمعَته رَفعَت رأسَها ثُم نظَرت إليّه بِلمعةٍ لَا تَستَطيع إخفَاءهَا مِن عَينيّها

"أحقًا تُريد اللَعبَ معِي؟"

أومَأ بِالإيجَاب لِتبتَسم لَه الفتَاة لِلمرةِ الأولَى مُنذ لِقائهمَا

CONNECTED || BANGCHAN حيث تعيش القصص. اكتشف الآن