ذهبت نهلة مبكرا للمصرف لتحول أموالها المودعة هناك ، أتى دورها فطلبت تحويل المبلغ بأكمله ، أجابها الموظف أنه يوجد خطأ ما في رصيدها ، استغربت من قوله ، فأوضح أن المبلغ ثلاثون ألف درهم ، وليس خمسة عشر ألفًا كما تقول .
تعجبت من قول الرجل ، هي تعرف جيدا وتحسب ما تضعه وما تحوله لأمها في مصر ، من أين أتت هذه الأموال ، هل تتكاثر للضعف بمفردها .
" احول المبلغ كله يا فندم ؟" سألها الرجل في عجل .
" أه يا ريت ، عايزة أحوله على بنك في مصر لو سمحت " قالتها في سرعة .
أتمت إجراءات التحويل ثم خرجت من المصرف لتتنفس وتفكر بهدوء ، تعالت نبضات قلبها .
خالد ، لابد وأنه هو ، يا له من رجل. !
علم إنها ستسافر فأودع لها مبلغا من المال ، لم يعطه لها لأنها سترفضه ، المبلغ بالنسبة له لا شيء ، لكن بالنسبة لها لم يكن مالا ، كان فعلا ، رجولة ، شهامة منه وإحساسا .
غمرها شعور بالامتنان، عادت مبكرا للبيت ، فتحت اللاب الخاص بها ولكن قد نفذت بطاريته ، وضعته في الشاحن، لم يضئ بعد .
" اووووف ، مفيش حتى ١٪ تفتح " قالتها في تأفف .
استعارت اللاب الخاص بندى ، فكلتاهما تعرفان الرقم السري ، الذي هو في الحقيقة رقما موحدا للإثنتين ، ضحكت في نفسها على سذاجتهما ، فهما تمنحان أي سارق فرصة فتح الجهازين برقم واحد إذا ما أتيح له سرقتهما معا !!. لا عجب
فدائما ما كانتا متشابهتين حتى في ملامحهما ، الكل يظن أنهما توأم.
وجدت المتصفح الرئيسي مفتوحا على عدة نوافذ جانبية ، فتحت واحدة جديدة ، لمحت اسم إحدى النوافذ المنبثقة إنه المصرف الخاص بأموالها ، (هناك جملة تم الإيداع بنجاح )، إنه رقم حسابها المصرفي .
هدأت نهلة قليلا لتفكر ، ندى هي من أودعت الفارق في رصيدها دون أن تفصح لها عن قيامها بالأمر، فلم ترد إحراجها .
إنها ندى ... التي لم تهتم أن يُنسب الفضل والعرفان لغيرها ، لم يهمها سوى صديقتها.
لقد أمتنت لخالد ولم تفكر للحظة أن هناك احتمالا بتدخل ندى في الموضوع وان لها يد في هذا الفعل .
سمعت صوت مفاتيح تدس في عقب الباب ، أغلقت اللاب ونحته جانبا ، دلفت ندى وألقت بنفسها على الأريكة وأعادت رأسها للوراء .
" هتوحشيني يا بت يا نهلة والله ، يا ريتني كنت عرفت اخد أجازه وارجع معاكي اشوف اخواتك واطمن علي طنط " ) قالتها في حزن .
ثم لمحت اللاب الخاص بها فقالت في حيرة :
" ايه ده ، ايه جاب ده هنا " .
تبادلت كلتاهما النظرات ، ارتبكت ندى فنهضت من مكانها سحبت اللاب ودلفت لغرفتها ، دقائق وخرجت ، لقد عرفت أن نهلة فتحته ووجدت النوافذ مفتوحة .
جلست بجانب نهلة على الاريكة .
" منتهى الغباء ، صح" رفعت ندى حاجبيها في احراج .
ثم أكملت في عصبية " يعنى أنا عارفة انك عارفة الباسورد بتاعي وكمان سيبت النوافذ مفتوحة ، منتهى الغباء يعنى " .
ابتسمت نهلة في امتنان واحتضنت ندى بقوة قائلة:
" شكرا يا ندى ، مفيش كلام أقوله ".
ثم ربتت على يدها ودلفت للمطبخ تعد الطعام ، ظلت ندى مكانها صامتة في ضيق فهي لم ترد إحراج صديقتها أبدا .
أتاها صوت نهلة عاليا :
" ندى ، ادخلي اغسلي ايدك ووشك ، الأكل دقايق ويجهز ".
تناولوا الطعام في هدوء أمام التلفاز وهم يشاهدون أحد الأفلام الأجنبية ..
لكن نهلة مضى تفكيرها إلى مكان أخر ... إلى مصر .
ليلة واحدة فصلت ما بين مستقبلها القادم في دبي وماضيها السابق في مصر ...
لا مفر من العودة هناك حيث الذكريات المؤلمة والأفكار المزعجة .
******

أنت تقرأ
غداً لن تمطر _الجزء الأول
Romantikرومانسية / اجتماعية / دراما غدا لن تمطر ..... أو ليسوا جميعا مصطفى أبو حجر أدم بدأ بأكل التفاحة ... أدم وحواء أكلاها معا ..... حتى الأن حواء هي الوحيدة الملامة ؟...! كانت تعمل بائعة في أحد المحلات الواقعة في موله التجاري الضخم وكانت المرة الأو...