。⋆୨🌸୧⋆ 。
ماثياستلبّثَت حركة يدي إثر صوت اِرتطام الباب بخفّة ، أنزلتُ ذراعي أبسطها على الطّاولة واضعا معها الملعقة ، ثمّ ابتلعتُ آخر ما كان في فمي ...
هل يُعقَل أنّ أنطونيو تركَ أخي لوحدِه في المستشفى !
حرّكتُ رأسي في كلتا الجهتين أقبض على فكّي أكثر ثمّ انتفضتُ من مكاني بخُطًى مُتوعّدة ... و حينَهَا أجَزتُ لقدمايَ بطفرِ المسافة الّتي تتوسّط رواق المنزل ...
تجهّمَ حاجبايَ بمزيج من الإستغراب و الغضب لحظة مشاهدتي لآخر طيفٍ قد توارى من جسد ذلك الرّجل و هو يستدير بهالتِه للإختفاء عن الأنظار ، و أجزِم أنّ وِجهتهُ كانت صوب مكتبه ...
هو غير معقول ! كيف يترك أخي بتلك الحالة ؟!
تبًّا !
سحقتُ أسناني ضدّ بعضها بسخطٍ و تَبِعته لمكان تواجدِه ... في حين تلك الأفكار المبعثرة قد لَبّدَت كلّ ما يجول داخل عقلي ... و شكَّلَت علامات إستفهام مُبهمة الإجابة ...
تنهّدتُ بخفّة أختصر المسافة أكثر بخطواتٍ مُسرعة ، وقفتُ عند عتبة باب مكتبه بعدما سُمِعَ صوت اصطدامه قبل بضع ثوانٍ فحسب ... بلّلتُ شفاهي و أقبضهما بين أسناني في ذات اللّحظة ثمّ أَذِنتُ لنفسي بفتحِ الباب على نحو مندفع و حانقٍ ...
إنسَبتُ بخطوّاتي أدلِفُ للدّاخِل بعدما أغلقتُ خلفي الباب ... لمحتُ أنطونيو يرفعُ نظراته باتّجاهي و يُحملِق بما يجول حولي باِنتباه ...
باضطرابٍ طاف بنظراتي و بحاجب مرفوعٍ ، نبستُ بهدوء تامّ فيما أضع يداي على خصري كإستجابة له و أُخلِي ملامحي من أيّة سَحنَة تُترجم ردّة فعلي المغتاضة ...
"ليس و كأنَّكَ اخترتَ ترك أخي لوحده في المستشفى فقط و لإتمام أعمالكَ القذرة ؟!"
نظرتُ لعينيه و لم أستطِع استراق النّظر أكثر للكشف عن ما يجول بداخله من خلال نظراته ...
حينها هو بلّل شفاهه و رفع بصره باتّجاهي ، ملامحه كانت غير يسيرَة كفاية للفهم ، أشبَكَ أصابع يديه على المكتب أمامه و نسجَ ألفاظه بكلّ هدوءٍ قد اِستبان من خلال نبرته و ملامحه الخاوية ...
"جوفاني تخطّى مرحلة الخطر و ماتيو معه حاليًّا ، إذا كنتَ تشعر أنّني أُقَصّر في حقّ ابني فيُمكِنكَ الإعتناء به ريثما أُتمِمُ أعمالي و أعود للمستشفى"
رفع سبّابتهُ يدفع بها نظّاراته أكثر لتتموضع بثباتٍ أعلى جسر أنفه ... خفض بصره بغير اكتراثٍ متجاهلًا نظراتي المغتاضة نحوه و أجازَ ليديه للإنشغال بترتيب الملفّات المُرتكِزة على مكتبه ...
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...