25 | تلميحات مُلغزة

20.3K 1.1K 906
                                    

。⋆୨🌸୧⋆ 。


    
     ماثياس

تلبّثَت حركة يدي إثر صوت اِرتطام الباب بخفّة ، أنزلتُ ذراعي أبسطها على الطّاولة واضعا معها الملعقة ، ثمّ ابتلعتُ آخر ما كان في فمي ...

هل يُعقَل أنّ أنطونيو تركَ أخي لوحدِه في المستشفى !

حرّكتُ رأسي في كلتا الجهتين أقبض على فكّي أكثر ثمّ انتفضتُ من مكاني بخُطًى مُتوعّدة ... و حينَهَا أجَزتُ لقدمايَ بطفرِ المسافة الّتي تتوسّط رواق المنزل ...

تجهّمَ حاجبايَ بمزيج من الإستغراب و الغضب لحظة مشاهدتي لآخر طيفٍ قد توارى من جسد ذلك الرّجل و هو يستدير بهالتِه للإختفاء عن الأنظار ، و أجزِم أنّ وِجهتهُ كانت صوب مكتبه ...

هو غير معقول ! كيف يترك أخي بتلك الحالة ؟!

تبًّا !

سحقتُ أسناني ضدّ بعضها بسخطٍ و تَبِعته لمكان تواجدِه ... في حين تلك الأفكار المبعثرة قد لَبّدَت كلّ ما يجول داخل عقلي ... و شكَّلَت علامات إستفهام مُبهمة الإجابة ...

تنهّدتُ بخفّة أختصر المسافة أكثر بخطواتٍ مُسرعة ، وقفتُ عند عتبة باب مكتبه بعدما سُمِعَ صوت اصطدامه قبل بضع ثوانٍ فحسب ... بلّلتُ شفاهي و أقبضهما بين أسناني في ذات اللّحظة ثمّ أَذِنتُ لنفسي بفتحِ الباب على نحو مندفع و حانقٍ ...

إنسَبتُ بخطوّاتي أدلِفُ للدّاخِل بعدما أغلقتُ خلفي الباب ... لمحتُ أنطونيو يرفعُ نظراته باتّجاهي و يُحملِق بما يجول حولي باِنتباه ...

باضطرابٍ طاف بنظراتي و بحاجب مرفوعٍ ، نبستُ بهدوء تامّ فيما أضع يداي على خصري كإستجابة له و أُخلِي ملامحي من أيّة سَحنَة تُترجم ردّة فعلي المغتاضة ...

"ليس و كأنَّكَ اخترتَ ترك أخي لوحده في المستشفى فقط و لإتمام أعمالكَ القذرة ؟!"

نظرتُ لعينيه و لم أستطِع استراق النّظر أكثر للكشف عن ما يجول بداخله من خلال نظراته ...

حينها هو بلّل شفاهه و رفع بصره باتّجاهي ، ملامحه كانت غير يسيرَة كفاية للفهم ، أشبَكَ أصابع يديه على المكتب أمامه و نسجَ ألفاظه بكلّ هدوءٍ قد اِستبان من خلال نبرته و ملامحه الخاوية ...

"جوفاني تخطّى مرحلة الخطر و ماتيو معه حاليًّا ، إذا كنتَ تشعر أنّني أُقَصّر في حقّ ابني فيُمكِنكَ الإعتناء به ريثما أُتمِمُ أعمالي و أعود للمستشفى"

رفع سبّابتهُ يدفع بها نظّاراته أكثر لتتموضع بثباتٍ أعلى جسر أنفه ... خفض بصره بغير اكتراثٍ متجاهلًا نظراتي المغتاضة نحوه و أجازَ ليديه للإنشغال بترتيب الملفّات المُرتكِزة على مكتبه ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن