البارت 27 الجزء الثاني

1.7K 53 3
                                    

البارت 27
بنت البواب

   

طلب مفاجئ لها وما الاستفادة من وجودك مع شخص لا ترغب به كما تدعي ، اهذا حب مخفي اما انتقام داخلك لم ينتهي بعد
= يعني ايه

- مش صغيرة علشان ماتفهميش كلامي وانا مش بحب أكرر الكلام كتير
= لا بقولك اي براحة علي نفسك كدة وأعصرك كيلو لمون وهدي أعصابك وظبط كلامك معايا
- كلامي مظبوط انتِ اللي مش فاهمة
= ولو قولت لا
- عظيم تطلعي من هنا ماشوفش وشك وتنسي أبنك ولا أقولك متنسيش براحتك كدة كدة انا هاخدة وأسافر

أنتفضت بفزع كيف يفكر في أبعاد صغيرها عنها لا يمكن فعل هذا الشئ أسرعت تسأله
- رايح فين

=  ده مايخصكيش
- يعني اي مايخصنيش اي شئ يخص أبني يخصني
= اياًكان انا مش مجبر اقولك علي شئ يخص حياتي ثم بايدك تكوني مع أبنك انتِ اللي مش عايزة
- ليه عايزني أتجوزك تاني

= قولتلك علشان أبني ميكونش بدون ام لانه محتاجلك زي ماهو محتاجني وعلشان أمي هتسافر لحبيبه فترة ومش هقدر أخلي أبني لوحده في البيت أو مع حد تاني ماقدرش أمن لحد ياخده وكمان علشان ميكونش عنده زوج أم لما يكبر

ضحكت هي بسخرية ما زلت أناني تأتي ليّ كلما أحتجت شئ ، كلما أشتقت أو ضعت ، كلما كنت وحيد تركض ليّ، اما انا بالفعل لا أعني لك شئ ، لا اشتياقي ، لا حبي ، لا أحتياجي يعنيك ، انت فقط تفكر في نفسك ولا تهتم للباقية
أستدادرت للخلف وأخذت ذلك القلم لتضع توقيعها وبصمتها لتكمل هذا العقد الذي ينص علي زفافها لنفس الشخص مرة ثانية من جديد
نصيب أربع أحرف تكلف العمر بأكملة يحملنا في طُرق غير طرقنا يأتي ويذهب بنا كيف يشاء تماماً كما تحمل الرياح الأوراق ، أتعجب حقاً كيف يمر الزمان ويختلف الأشخاص وأعود مجدداً لنفس الشخص ، لأول نبض، أعود إلية بعد فراق وجراح ، أعود ليكتبني القدر ان أكون انا هي صاحبة النصيب ،  ينظر لها بأنتصار عوتي ليّ مجدداً كما كتب لنا ، طلقت سراحك لتجولي في العالم كالعصفور الذي يبحث عن الحرية ، كالطير الذي يكسر باب القفص بجناحية الصغيرة ، ربما ذلك الجناح أُصيب ونزف ، ربما تألم كثيراً حتي عاد لتحليق ، ربما سقط في أماكن لا ينتمي لها ، ربما خاف كلما أشتد الظلام عليه، أتخيل أيضاً انه أنكمش علي نفسه بأرتجاف ، يبحث عن الأمان ،ولكن كنتِ عصفورة قاسية شيئاً ما ، قوية برغم خوفك وضعفك، لم تستسلمي لهذا العالم ، ولكن لا مفر صغيرتي، المصير في كل الطُرق يأتي بيكِ إليّ ،  ذلك العش الذي يجمعنا مُنذ البداية مؤكد هو نفسه قفص النهاية ، عوتي إليّ مجدداً تكابرين حزنك ببتسامة منافقة ، تتصنعين القوة وانا أكثر من يعلم بانك تتمني ذراعي الآن، لايمكنني عتابك عن رحيلك ، فهذا أيضاً كان مقدراً لنا...
نتسأل لما الرحيل ولكن في الواقع هو أختبار لصدق قلوبنا ، هو حاجزاً صلب نقوم بكسره بألم ، حتي نتعلم إلا نفارق مجدداً ...
عصفورتي الصغيرة أعلم انني كنت سجانك ، حجر فوق أحلامك ، ربما كنت أخاف ضياعك إن كبرتي وحلقتي ، ولكن بالفعل كان الضياع هو وجودك داخل قفصي الذهبي ، الذي يفرش بالريش;  ذلك الريش الذي تساقط بدمع عيناكٍ ، وظننت نفسي انا من فرشته للراحتك ، لم أعلم انني كنت أعذبك وأقيدك ،  الآن أفتح قفصي من جديد لدخولك بأردتك كما خرجتي بأردتك ، أعدك ان هذا القفص لا يغلق مرة آخري ، مرحباً بعودتك عصفورة الوادي...
وقفت بشموخ تنظر له
- ممكن أشوف ابني دلوقتي

بنت البواب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن