عثرت على نفسي

التجربة 12

السلام عليكم
في البداية اود اخباركم بأنني خضت تجارب عدة في حياتي مع إنني في بداية عمري لكن حدث معي كثير من الأحداث التي زادتني وعي ومعرفة ، احد هذه الأحداث هي إخوتي ! نعم إخوتي هما معاقان من الله منذ ان وعيت على هذه الدنيا وعيت وانا انظر إلى الناس كيف ينظرون إلى اخوتي وكأنهم مخلوقين غريبين من غير كوكب ،لكن في الحقيقة أنا لا اراهم هكذا أنا اراهم حالهم حال اي إنسان طبيعي هما فقط يمتلكان نقطة دم في دماغهم وهذه النقطة أثرت على نطقهم وحركة ارجلهم أخي الكبير الذي يبلغ من العمر واحد وعشرون عامـاً وأخي الصغير الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عامـاً هما لطيفين جـداً يفهمون ويعرفون كل شئ حتى إنهم يمتلكون درجة ذكاء عالية لدرجة إنهم حافظون طرق منزلنا ومنازل اقاربنا وأيضاً يعرفون أغراض بيتنا في يوم من الأيام قريبتي أحضرت الينا طبق فيه طعام عندما رأى اخي الصغير الطبق سأل أمي لمن هذا الطبق؟ لكن سألها بالأشارة لأنه لا يستطيع الكلام بسبب اعاقته ، فأجابته هذا طبق قريبتنا فأومأ برأسه. وهما أيضاً يهتمان بنظافة ملابسهما وجسدهما ويهتمون بأدق التفاصيل، وهما حسنان المظهر لكن مشكلتهم في نطقهم وحركة أرجلهم ، أخي الكبير عمل اكثر من ستة عمليات لكن نسبة نجاحها قليلة ، وفي سنة من السنين ذهبت امي وخالي واخواني إلى السعودية وتحديداً مكة المكرمة ذهبا بنية العُمرة وأيضاً بنية ايجاد علاج لأخوتي لكن أخبرهم الطبيب بأن عمليتهم خطرة جداً وتكلفتها غالية جـداً والعملية في الرياض وأيضا علينا الأقامة هناك في الرياض لأكثر من سنة وهذا صعب علينا لأسباب كثيرة منها : إمكانيتنا الضئيلة، وأيضاً السكن هناك وهذا صعب بسبب الأجرائات وغيرها ، وأيضاً ارسلنا تقاريرهم إلى اميركا ، ومصر ، لكن لا جدوى من ذلك لأن لا علاج لهم وراجعنا الكثير من الأطباء داخل العراق وتقريباً في كل المحافظات بعضهم قالوا إنهم يحتاجون عمليات لكن نسبة نجاحها قليلة وبعضهم قالوا أن علاجهم طبيعي من دون عمليات لكن يحتاج وقت طويل وبعضهم قال لا علاج لهم ! وها نحن الآن جالسين لا توجد في يدنا حيلة غير الدعاء اسئل الله ان يشفيهم وأن يقر أعيننا برؤيتهم معافين من كل داء.
وأيضاً اود إخباركم برحلتي منذ البداية ، أنا واجهت الكثير من المتاعب في حياتي انا إنسانة طموحة محبة للتعلم والتطور حتى أنني في عمر الثانية عشر كنت احضر دفتري وقلمي وأجلس امام شاشة التلفاز وانظر إلى برنامجي المفضل والمفيد وادون ماتعلمته في دفتري وأيضاً كنت محبة لقراءة الكتب مع انني في ذلك الوقت ليس لدي معرفة كبيرة بالكتب وانواعها لكن كنت فقط اريد كتاب لأقرأهُ وفي كل مرة اخبر ابي بأن يحضر لي كتاب لأقرأه كان يبتسم ويقول غداً نذهب ونشتري كتاب كنت انتظر أن يأتي غداً بفارغ الصبر ويأتي غداً ويذهب وأبي يتجاهل طلبي لا اعرف لماذا مع انهُ طلب بسيط وغير مكلف لكن إلى الآن لا اعلم لماذا لا يحضر لي الكتب لأقرأها تجاهلت هذا الأمر وفقدت شغفي بقراءة الكتب وأيضاً دراستي اشغلتني عن التفكير بالكتب ورغبتي لقرائتها ، كنت مجتهدة في دراستي حتى أنني حصلت على شهادات تفوق في مراحلي الدراسية اكتسبت حب معلماتي وزميلاتي لنظافتي وترتيبي واجتهادي ، كانن يشبهني بالـ (النار) لسرعة اشتعالها والمقصود بالتشبيه لسرعة اجابتي كنت مجتهدة رغم ظروفي كنت مجتهدة رغم مشاكل امي وابي نعم مشاكل امي وابي كانا لا يمتلكان اي تفاهم مع بعضهما كان لا يمر يوم بسلام دون مشاكلهما بسبب أهل ابي نعم اهل ابي هما المصدر الرئيسي لمشاكلهما أبي يعشق اهله عشق مخيف كان يلبي لهم حاجاتهم مع انهم يمتلكون أبناء بالغين يُعتمد عليهم لكنهم كانوا يستعينون بقضاء حاجاتهم بواسطة أبي كان الأعتماد الأكبر على ابي مع ان أبي اصغرهم وكم من مشكلة كانت ضحيتها أنا ! نعم انا الضحية الوحيدة كثرت المشاكل وكثر خوفي كانت كل مشكلة تحدث كان الخوف يحتل كل ذرة بجسدي حتى تأخذني الرجفة كانت اطراف اصابعي تصبح قالب من الثلج كانت نبضات قلبي تتسابق بسرعة جنونية حتى ينقطع نفسي ويختل توازني واخر ماحدث لي كنت في بيت جدي وحدثت هناك مشكلة كبيرة حدثت لي نفس الأعراض التي تحدث لي في كل مشكلة ولكن الغريب في الأمر هذه المره بشكل مضاعف في هذه المره أصبح لدي (شد عضلي) لا استطيع تحريك أصابعي جسدي توقف عن الحركة بشكل مفاجئ اصابني الذهول انظر حولي كلهم ينظرون لي بقلق لا استطيع وصف شعوري في تلك اللحظة تكلمت بصعوبة وقلت : امي اريد الذهاب إلى المشفى اختنقت ، جاء خالي حملني إلى السيارة وذهب بي إلى المشفى ومرةً أخرى حملني خالي ونقلني إلى الكرسي المتحرك شعرت بالخجل من نظرات الجميع ينظرون إلي وكأنني شئ غريب دخلت وأخذت العلاج شعرت بالفرح عندما حركت أصابع يدي وقدمي لأنني اعتقدت بأنها ستبقى متوقفة عن الحركة عدنا إلى البيت جميعهم تحمدوا لي بالسلامة وتجمعوا حولي ومن ثم عدنا إلى دارنا كلما اتذكر ذلك اليوم اشعر بالخجل من نفسي مع ان الأمر الذي حدث خارج عن ارادتي.