بانسيلينوس - العاصمة لورديور
كان إيمانويل يزور ضريح العائلة في فناء المنزل
وكان يحدق في الجرة التي تحوي رماد والديه ..
ويتذكر تلك الليلة التي بكى فيها كثيراً
وهو يستمع إلى أصوات الكبار وهم يتهامسون عن موت والديه الغامض في بوليشولي
إحتراقاً تحت الشمس ...لاحظت أغلاي زياراته المتكررة للضريح
وكانت تراقبه في ذلك الوقت بفضول
وانتبهت إلى أن ميرابيل قد اقتربت منه ووقفت إلى جواره
ووضعت زهرة بيضاءثم قالت بعد برهة
" لاشك أنك تفتقدهما كثيراً... "أجاب إيمانويل بحسرة
" بينما لم يفعل بيلموت ، أبداً! "ابتسمت ميرابيل
" لقد كان بيلموت صغيراً عندما رحلا ، لذلك فهو لا يحمل تعلقاً شديداً بهما! "ثم قالت بلطف
" أنت تعرف طباعه الجافة جيداً ، فلا تلمه على ذلك! "عادت بها الذكريات ، والابتسامة لم تفارق شفتيها
" حاولت الاعتناء بكما جيداً في ذلك الوقت
لكنكما كنتما مستمرين في التنازع "لازال إيمانويل ينظر إلى جرة الرماد
وقال حانقاً على كبار العائلة
" لم يحاول أحدكم التحقيق في الأمر بعمق ، كيف ماتا ؟! "استمرت أغلاي باستراق السمع إلى حوارهما
وشعرت بألمه ... وبما يجول في داخله ..أومأت ميرابيل برأسها بخيبة
" بعد وفاة كوتريه وزوج مارغريت
تحت أشعة الشمس
لم يعد الأمر غريباً أو مريباً إلى حد كبير
فتلك الحوادث تحصل .. لم نجد دليلاً يا إيمانويل! "ثم وضعت يدها على كتفه مشجعة
" ربما يجدر بك أنت أن تبحث عنها "فكر بعمق
" لقد تم حرقهما بالشمس بعد أن انتزعت قلادتيهما ..
إنه شخص يعلم بأنهما كانا مصاصي دماء
ويعلم عن سر القلادة ... "أصدرت أغلاي صوتاً دون إرادتها
فالتفت الاثنان وتفاجاً من وجودها بالخارج
وكانت تقف محرجة
لكن إيمانويل حاول كسر خجلها
" هل قدمت لزيارة والدك ؟ "أومأت برأسها بعد تردد
" أجل .. "فدعتها ميرابيل للدخول
مشيرة إلى إحدى الجرار الفاخرة
" هذا هو رماد كوتريه "وقفت اغلاي برهبة أمام رماد والدها
وانحبست المشاعر المتضاربة في صدرها بغصة منعتها من النطق ..ميرابيل
" لقد كان والدلك طموحاً
ما إن يضع أهدافه نصب عينيه
حتى يعمل بجد ليصل إليها
ولكنه لم يكن يـقنع بأي منصب يبلغه
حتى يطمح إلى منصبٍ أعلي منه "
أنت تقرأ
The Red Moon || القمر الأحمر
Vampiriطفولة كانت مزيجاً من الخوف والضحكات طرقات وأزقة أسواق وأناس والقليل من الأرغنتات طعام رديء وحليب لذيذ برد قارس ومدفأة وقطرات مطر تتسرب من السقف وثمانية أصدقاء .. كالإخوة كانوا يدعون بالمتسولين يتجنبهم المارة ولا يلتفت لهم سوى أصحاب القلوب الرحيمة...