لم يُفكرَ القائد ولو للحظةٍ أن تَكونَ ييروما تَكنَ المشاعرَ لهُ فذلكَ بالنسبةِ لهُ مِنَ المُستَحيل أولاً بسببِ فارقَ العمر الشاسع بَينهُم فهيَ مُراهقة و هوَ ثلاثيني و مُتَزوج و الجَميع يُدرك كيفَ يَكنَ الحبَ لزوجتهِ ثانياً منذُ البداية عاملها كما لو اأنها طفلته و دوماً ما كانَ يُناديها بالطفلة و نواياه تجاهها حَقيقية لا شَكَ فيهاييروما لم تَضع حسباناً لكلِ ذَلك بَل تمادت و عَبرت عَن حُبها لهُ و ذلكَ أغضَبهُ ارتَشفَ آخرَ ما تَبقى مِن نَبيذهُ ثمَ نَهضَ غادرَ الصالة و تَوجهَ الى غُرفتهِ فَتحَ البابَ و دَخلَ أبصَرَ زَوجتهُ ليدال تَتجهزَ للنَومِ أخذَ خطواتهُ نَحوها و هيَ تَنظرَ إليه أمسَكَ فكها و قَبلها مُتعمقاً بقبلةٍ شَغوفة عادَ بها للخَلفِ و هيَ تُبادلهُ قُبلته
استَلقت سولا في سَريرها و الأمير يَعتَليها بجسدهِ يَتأملها أولاً ثمَ انحنى مُقبلاً خَدها هَذهِ حتماً حتماً أسعدَ لحظاتِ حياتهُ عثرَ لسانهُ كيفَ يُعبر و يُعطي المشاعر التي يَكنها تجاهها حَقها تَبتَسم سولا و من ناحية أخرى تَبدو خائفة قَلقة هَل الطَريقَ الذي تَسيرَ بهِ من صالحها هَل سَيكون الى جانبُها الى الأبد؟!
"تعابيرَ وجهكِ تَغيرت تَبدينَ خائفة" هَمسَ لها و بكلِ ما يَفعلهُ يُحاول ألا يُخيفها لم تُجيبهُ سولا لكونها خائفة حَتماً "أخبريني ما يُخيفَ قَلبكِ قولي كلَ شَيء سأسمعكِ" كلماتهُ لها مُطمئنة يُريدها أن تُشاركه ما يُسعدها وما يُحزنها لكي لا يَتركها و هيَ تكتم لوحدها تَنظرَ سولا لهُ تَجدَ فيه راحةٌ و اطمئنان ليسَ لهُ مَثيل
"أخشى أن تَتركني ذاتَ يَوم" من كلِ هَذا الكلمات التي قالتها هيَ ما تُخيفها فَقط تَبسَمَ الأمير بخفةٍ تَصرفاتهُ هادئة جداً "حَسناً حَبيبَتي طالما إنكِ لا زلتِ تَحملينَ بَعضَ الشكوك ضدي و غَيرَ قادرة على الوثوقِ بي لنؤجل ليلتنا لا أريدُ أن أفعلها و أنا أرى وجهكِ تعتليه تلكَ النَظرة الخائفة و شكوكَ قلبكِ التي يُمكنَني سماعها"
بعدَ كلماتهِ قَبلَ جَبينها ثمَ أبتَعدَ عَنها أستَلقى بجانبُها ظَلت سولا تَنظرَ نَحوَ السَقف قَلبها يَخفق بقوةٍ لا تَعلم كيفَ عليها التعاملَ معَ الموضوع أقتَربَ الأمير منها و أحتَضنها "أحبكِ" هَمسَ في أذنها فَسمعتهُ أخذت ثوانٍ ثمَ أبتَسمت و أستدارت نَحوه تُقابلهُ وجهاً لوجه ولا يَفصل بَينهُما سِوى الانشات تكوب خَدهُ بيدها
"لماذا أحببتَني و هُناكَ الكثيرَ مِنَ الفتيات اللواتي هُنَ أفضلَ حالةٍ و مكانة مني؟" سألتهُ فضولية مِن هَذهِ الناحية يَنظرَ الأمير لها "أجيبي أنتِ أولاً لِمَ أحببتِني؟" وجهَ الأمير لها ذاتَ السؤال هَمهَمت سولا لديها العَديدَ مِنَ الأسباب "لأنكَ مُختَلف عَن الجَميع رأيتُ فيكِ إنكَ غَيرَ مُهتَم للنساء لا تَتظرَ لهن كما يَنظرونَ الرجال