في صَباحٍ جَديد تَهمَ سولا بتَجهِيزِ الإفطار لها و للأمير الذي لا زالَ مَعها حَضرت الجُبنة معَ المُربى كذلكَ البيض و الى جانبُها أطباقٌ جانبية قامت بتَرتيبهُم على الطاولةٍ خَرجَ الأمير مِنَ الحمام يأخُذَ خطواتهُ نَحوها سحبَ كُرسيَ الطاولة و جَلسَ نَظرَ الى ما جَهزتهُ سولا و كانَ يَتضورَ جوعاً حتماًجَلست هيَ أيضَاً و بدءا بتناولِ الإفطار نَظرت سولا لهُ ثمَ الى النافذة لا زالَ الطَقسَ على حالهِ غائم لكن ليسَ مُمطر "هَل سَتعودَ الى القَصرِ؟" سألتهُ سولا الوضعَ غَيرَ أمن بالنسبةِ لها "لا أعلم" أجابها الأمير عادت تأكل مِن ناحيةٌ أخرى تُفكِرَ بأبنَتُها تَفتَقدها و بشدةٍ لا تَعلم ما عَليها فعلهُ لكي تُسامُحها
أستَغرقا وقتاً حتى أنتهَوا مِن تناولِ الإفطار أخذت سولا الصحونَ لغسلهُم أما الأمير فَيقِفَ أمامَ النافذة يَرى ما إن كانَ الطَقسَ سَيتحسنَ أم لا كما و مِن جانبٍ آخر تُشغِلَ ذهنهُ طفلتهُ يَعلم جَيداً إنهُ تَركها لوحدها في القَصر و قَد تَكونَ بحاجتهِ لكن يَعلم أيضَاً إنَ الذينَ حَولها سَيعتَنونَ بها بالأخصِ جَدها
بعدما أنتَهت سولا مِنَ الصحون عادت الى صالةِ المَعيشة جَلست قُربَ المدفئة لأنَ الطَقسَ باردٌ جداً لليَوم أخذَ الأمير خطواتهُ و قَبلَ أن يَجلس طُرِقَ الباب لذلكَ أكمَلَ سَيرهُ و غادرَ الصالة تَوجهَ الى البابِ و فَتحهُ فأبصَرَ القائد و معهُ طفلتهُ دُهِشَ برؤيتَهُم "آسف مُنذُ الأمسَ تَصرخُ باكية تُريدَ أن تأتي الى هُنا"
أعتَذرَ القائد لأنهُ أتى بها و الطقس كذلكَ الطَريق خَطرٌ "لا تَكذب لم أصرخ" نَبست ايريم تَركتهُم و رَكضت الى الداخل "سموك سأغادر المَركز العسكري بحاجةٍ ماسةٌ لي" استأذنَ القائد فأومأ الأمير لهُ غادرَ مُستَقلاً عَربتهُ و أنطَلقَ أما الأمير فعادَ الى الداخلِ و أغلقَ الباب قَلبهُ الآن يَشعرَ بالراحةِ حَقاً
دَخلت ايريم الى صالةِ المَعيشة حَدقت والدتُها نَحوها فَنهضت "ايريمي" تَجاهلتها الصَغيرة تَرسمَ البرودِ على وجهُها سارت نَحوَ الكرسيَ الذي قُربَ المدفئة و جَلست دَخلَ الأمير يَنظرَ لها و هيَ بعزلةٍ معَ نَفسها سارَ نَحوَ سولا أحدَهُما يَنظرَ للأخر جَلسَ و جَلست سولا بجانبهِ يَنظران للصَغيرةِ أمامهُم
دقائق و هُما يَلتَزمان الهدوء يَنظران لها فَقط تُرفرِفَ قَلبيهُما لحركاتُها دَقها الأمير برسخهِ فَدقتهُ سولا أيضَاً و كأنهُما خائفان مِن هَذهِ الصَغيرة التي أمامهُم نَهضَ الأمير و سولا مَعهُ سارا نَحوها لديهُم ما يَقولونهُ لها و هَذا أتفاقَ الاثنان وقفا أمامها يُنزلان رأسَيهُما يُحاول الأمير أن يَبدأ أعتذارهُ منها