مَرت الأشهر و أصبَحت المَلكة سولا على وشكِ الولادة في أيِ لحظة لذلكَ أخذَ المَلك جيمين كامِلَ أحتياطاتهُ و جَهزَ لها طَبيبةَ التَوليد معَ المُمرضات كذلكَ رئيسةَ الخَدم و بعضَ الخادمات للأعتناءِ بِها أثناءَ الولادة و حتماً جَميعِ مَن في القَصرِ كانَ بأنتظارِ وليَ العَهدسارت ايريم نَحوَ والدتُها التي تَجلسَ على السَرير تَحملَ بيدها كأسَ ماء "أمي هَل أنتِ عَطِشة؟" نَظرت سولا لها أبتَسمت تومئ و أخذت منها كأسَ الماء ما تَراهُ إنَ الصَغيرة تُحاوِلَ أن تَعتَني بِها و ذَلكَ يُرفرف قَلبها شَربت الماء و كانَ بارداً أرتوت فيهِ و الصَغيرة تَنظرَ لها
وضعت المَلكة الكأسَ جانباً أمسَكت بيدِ طفلتُها جَعلتها تَصعدَ الى السَريرِ و أجلستها على ساقيها رَفعت يَدها تُعيدَ شَعرها للخَلفِ مكوبةٌ خَدها "أمي هَل سَتتألمين عندما تُنجبي أختي؟" سألتها الصَغيرة فضولية و خائفةٌ على والدتُها فهيَ تَعلمَ إنها تَتألمَ بينَ الحينِ و الآخر
أبتَسمت سولا تُهمهم "رُبما قَليلاً عندما أنجبتُكِ كأولِ طفلةٌ لي كُنتُ خائفةٌ جداً لكن حينها ولادتي لكِ كانت سَهلة و عندما رأيتُكِ نَسيتُ كلَ شَيء و كُنتُ سَعيدةٌ جداً أردتُ أن أحتَضنكِ الى قَلبي لكنَ الحاكمة أخذتكِ مني حينها عُدتُ حّزينةٌ جداً و بكيتُ كثيراً تَوسلتُها لأجلِ أن تُعيدكِ لي لكن لم تَفعَل"
بالنسبةِ لسولا ذَلكَ اليَوم عندما ولدت طفلتُها كانَ مآساةٌ بالنسبةِ لها لأنها كانت تَظنَ إنَ الصَغيرة سَتُعوضها عَن الخَوفِ و الألم و الوحدة لكن بمُجردِ ولادتها أخذت الحاكمة منها شَعرت الصَغيرة بالحزنِ تِجاهَ والدتُها لذلكَ أحتَضنتها هيَ أيضَاً عاشت دونهُم لسنواتٍ حتى وجدتهُم
في هَذهِ الأثناء فَتحَ المَلك البابَ و دَخلَ حَدقتا الأثنَتان نَحوهُ أبتَسمَ يأخُذَ خطواتهُ نَحوهن "أتيتُ لكي أطمئنَ عَليكِ" نَبسَ و أنحنى يُقبِلَ جَبينُها تَنظرَ المَلكة لهُ "هَذهِ المرة العاشرة تأتي للأطمئنان ما خَطبُكَ؟ قُلتُ لكَ إنَني بخيرٍ" تَذمرت منهُ لأنهُ شَديدَ القَلقِ هَكذا في كلِ لحظةٍ يَتفقدها
"لا تَتذمري و هَيا أنهَضي قالت الطَبيبة إنَ عَليكِ التَجولَ لبعضِ الوقت لكي يُسهِلَ عليكِ الولادة" لا يُمكنُها أن تُنكِرَ خَوفها مِنَ الولادة لكن تُحاولَ ألا تُظهِرَ ذَلكَ نَزلت صَغيرتُها ثمَ نَهضت و المَلك يُمسِكَ بيدها يُساعدُها حتى وقفت وضعت يَدها على خصرها فهيَ تَشعرَ بِبعضِ الألم في ظَهرها
سارَ المَلك و هيَ مَعهُ تَسيرَ طفلتَهُم أمامهُم فَتحت لهُم البابَ و غادروا الجِناح "أبي هَل ستأتي أختي اليَوم؟" سألتهُ الصَغيرة بفضولٍ فهيَ تَنتَظِرَ بفارغِ الصَبر و كُلما نَطقت أختي تَجعَلَ قَلبَ المَلك يَخفق خَوفاً "لا أعلم رُبما" أجابها والدُها بالنسبةِ لهُ يواجهَهُ مَصيرٌ لا يُحسَدَ عَليه