مَدرسة المُحصنات أصبحت بحالةِ طوارئ بَحثاً عَن الصَغيرة التي فقِدت و هيَ معَ المُشرفات جُنَ جنونَ الحاكمة و هيَ الآن أمرت كلَ شَخصٍ بالبحثِ عَنها في كلِ أنشٍ مِنَ المَدينة و إن تَطلبَ الأمر سَتبحث خارجها شَعرت و إنها للمرةِ الثانية فَقدت أهمَ جَوهرةٌ لديها لكن هَذهِ المَرة لن تَسمحَ بفقدانها و أينما كانت سَتُعيدهاحالياً الصَغيرة تَنعمَ بالراحةِ و الحرية معَ والدها الذي بَذلت جهداً لكي تَجدهُ حاولت بكلِ الطُرق حتى وصلت الى أحضانهِ فَشعرت إنهُ الأبَ المثالي الذي عَوضها عَن الحياةِ البائسة التي عاشتها في المَدرسةِ رغمَ إنها قَضت أقلَ مِن يَومٍ واحد مَعه لكن لامسها الحنان الذي يَفيضَ بداخلهِ و كأنهُ أصبحَ لها كلَ شَيء
بالنسبةِ للأمير دخولَ الصَغيرة الى حياتهِ عَوضتهُ عَن الأيامَ العصيبة و السنين التي مَرَ بها أزاحت جزءاً مِن حزنهِ و ليسَ ذلكَ فَقط بَل و كشفت لهُ حَقيقةَ إنَ سولا لا زالت على قيدِ الحياة و الحاكمة لعبت لعبتها و خُداعها معه لدرجةِ إنها زَيفت موتها حَرمتهُ منها لذلكَ يَتوعدها بعقابٍ عَسير سَيهدمَ تلكَ المَدرسة
وجدَ الأمير إنَ الحاكمة عوضت خسارةَ سولا بطفلتها لذلكَ عاملتها كمعاملةِ سولا سابقاً استَثنتها و دَعتها بالحسناءِ و الجَوهرة و أيضاً ملكتها اسمَ والدتها كذلكَ سَكنت الصَغيرة بذاتِ الغرفة التي سَكنتها الأم لذلكَ أبى الأمير أن تَكونَ الصَغيرة عوصاً عَن والدتها رغمَ إنَ الاسمَ ثمين لكن قَررَ أن يُغيرهُ للصَغيرة
لذلكَ أفصَحَ لها عَن نواياه "سأغيرَ أسمكِ لن يَكونَ سولا" تُنصِتَ الصَغيرة لهُ كذلكَ الجَميع وجدهُ قراراً مناسباً جداً لكي تبدأ الصَغيرة حياة جَديدة و هيَ معَ والدها و عائلتها أومأت الصَغيرة لهُ "ماذا سَيكونَ أسمي؟" سألتهُ الصَغيرة سَعيدة إنَ والدها مَن سَيُسَميها و بالفعل تبدأ الحياة و قَد تَحررت مِن عبوديةِ الحاكمة
تَبسَمَ الأمير و جَميعهُم فضوليون حَولَ أسمها "تلكَ الحمامة البيضاء تُدعى اريم و هيَ خاصةَ والدتكِ رَبتها و سَمتها أيضَاً اريم حمامةٌ ذَكية جداً لقد ساعدتني كثيراً في حمايةِ والدتكِ و أن نَكونَ معَ بَعضنا لذلكَ تلاعبتُ باسمها قَليلاً و سَيكونَ اسمكِ مشابهٌ لأسمها و هوَ ايريم ما رأيكِ؟" أسمى الأمير طفلتهُ على الحمامة التي غَيرت من حياتَهُم
تعالت أصواتَ الذهول التي خَرجت مِنَ الأربع وقعوا بحبِ الاسم أومأت الصَغيرة لوالدها بسرورٍ شَديد "لقد أحبَبتهُ كثيراً أنا أيضَاً ساعدتني الحمامة اريم لذلكَ أنا أحبها أيضَاً و سأخبرَ الجَميع إنَ اسمي ايريم" الصَغيرة أيضَاً وقعت بحبِ اسمها الذي بدى مُختَلفاً و غَيرَ مألوف شَعرت بتَميزها منذُ هَذهِ اللحظة