26 | توقيع مشاعر وسط مدينة الفوضى

20.8K 1.1K 841
                                    

。⋆୨🌸୧⋆ 。


أصوات الموسيقى الكلاسيكيّة تُسَيّجُ هذه القاعة المُسهَبة في مساحتها ، و حركاتٌ تتزامن مع الألحان كانت تُمِيل أجساد المتراقصين هنا ...

مِلتُ بعنقي للجهة الأخرى أرى عيون ماثياس تُحَملِق بما يجول حولنا و ملامحه الهادئة كانت كفيلة لإعلامي بمدى استمتاعه بالوضع و بالأجواء العَبِقة مِن حولِنا ...

غير أنّ نظراته المنسجمة مع الأجواء كانت مُتضادّة مع عباراته السّاخرة ... حول أنّه سيملّ هنا !

"سينيور لومباردي ! مرحبا بكَ هنا"

تلك العبارة الّتي تحمل عِبق الإحترام ولجَت إلى مسامعنا من خلفنا و أخرجت كِلانا من دوّامة أفكاره ...

إستدار ماثياس عاكِفًا لحاجبيه بخفّة و فعلتُ المِثل ، فإذا بهذا الكهل الّذي يقف أمامنا يوسّع إبتسامته مُفرجًا عن ذِراعيه برحبٍ ...

لا إراديّا إبتسامتي هَوَت على ملامحي بهدوء بينما ماثياس يتقدّم بخطوتين للأمام يقف أمام ذلك الرّجل ، يمدّ يده للصّفح ثمّ ينبس بنبرة ينحتُها الإحترام كما أنّ هدوء هالته بات يتفنّن في مزاحمة هدوء نظراته و ملامحه و حتّى إبتسامته الخفيفة ...

"اوه مساء الخير سينيور روسّو"

تراءَى اتّساع إبتسامة الآخر غير أنّني لمحته يمدّ يده لتلاقي خاصّة ماثياس في صفحٍ قويّ هزّ ذراعيهما بخفّة إثر حركتهما تلك ثمّ أردف بصوت يتدفّق منه عبير الإستمتاع بعدما رمى لي نظرة خاطفة "أعتذر بالفعل سينيور لومباردي لأنّني لم أُرحّب بكَ عند مدخل الصّالة"

"لا داعي للإعتذار ، تَحدُث هكذا تعثّرات ، و تهانينا لولدك ، أتمنّى له حياة زوجيّة سعيدة كما يتمنّاها"
لمحتُ ماثياس يبتسم بخفّة عند ختم عبارته الّتي أولجَت بداخلي الإعتقاد أنّها مُختَصَرة للغاية ، فصل الصّفح بينما يتراجع ليقف مُجاوِرًا لي ، يمدّ يده خلف ظهري و ينزلها لتلتفّ حول خصري ثمّ يجذبني إليه أكثر ...

إبتلعتُ بخفّة ذلك التّوتّر الّذي هزّني داخليّا و رفعت نظراتي بإبتسامة خفيفة كانت قد تسلّلت مُزَيّنة ثنايا ملامحي ، أرى سينيور روسّو ... كما ناداه ماثياس ... كان يوسّع إبتسامة باِستمتاعٍ و ينبس بصوت حيوي اِنجلى بين طيّات نبرته ...

"اوه شكرًا لك على حضور الدّعوة ، في الحقيقة اتّصلتُ بأنطونيو و أخبرني أنّه لن يأتي بدواعي ظروف شخصيّة ، لذا فأنا معجب بالفعل لأنّك لبّيتَ طلب والدك و حضرتَ هذه المناسبة"

"هذا واجبي سينيور ستيفانو روسّو"

كلمات ماثياس خرجت هادئة و فيها بسحنة من الرّسميّة المبالغة ... يمكنني أن أستنتج من خلالها أنّه غير مختلط كثيرا بهذه العائلة ... أو بالأحرى كان يتعمّد اختصار حديثه لغاية لستُ على دِراية بِها ...

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن