09. برتراند(6)

121 20 11
                                    

"آنسة هوارد، العشاءُ جاهز."

كانت جوزفين، الخادمة، هي طرقت على الباب. ترددت راشيل للحظة، ثم دخلت تاركةً الرسالة مُخبأة تحت المكتب. كانت ستفكر في الرسالة بعد العشاء.

'وإذا سنحت لي الفرصة، سأتحدث مع...... والتر.'

لقد بدا رجلاً لطيفاً.

***

كانت قاعة المأدبة في الطابق الأول، حيث تبعت الخادمة، بيضاء نقية، مثل المعبد.

كانت الستائر الزرقاء التي كانت تتدلى فوق النوافذ الزجاجية التي تصطف على جانب واحد من الغرفة هي البقعة الوحيدة من اللون في المساحة البيضاء النقية.

"أوه، آنسة هوارد، تعالي من هنا"

ابتسمت السيدة أوتيس عند رؤيتها لراشيل. ابتسم راشيل بامتنان ونظرت حول الطاولة بشكلٍ خفي.

كان هناك عددٌ قليل من الضيوف في عشاء الليلة. كانت السيدة أوتيس على رأس المائدة، وروجرز والتر إلى يسارها، وصبيٌ إلى جانب روجرز.

تعثرت مشية راشيل المستقيمة قليلاً عندما لمحت الصبي.

"إنه يشبهُ بطلَ سيد قلعةِ الجليد في كتابِ الأطفال ذاك.'

كانت هناكَ روايةٌ تلهو بها في طفولتها. كانت تحكي عن قصةِ صبيٍ جميل أحبته حاكمة الشتاء لدرجة أنها سجنتهُ في قلعةٍ جليدية، وكانت هناك فتاةُ انطلقت في مغامرة لإنقاذه.

كانت راشيل الصغيرة تستلقى في فراشها وتتخيل الصبي كل ليلة.

الصبي الذي لم تستطع حتى حاكمة الشتاء الشرسة والباردة إلا أن تقع في حبه. كانت حاكمة الشتاء تذرف كل يوم دموعًا كبلورات الثلج على أمل أن يبتسم ذلك الصبي.

كم كان جميلاً ذلك الصبي الذي جعلَ العالمَ كلهُ يغرقُ في الثلج.

لم تكُن راشيل هي الوحيدة التي تساءلت عن ذلك، ففي مدرسة هارييت الداخلية كانت هناك لوحةٌ للصبي رسمها فنان مشهور.

لقد كانت لوحةً ساحرة، لوحة كانت تخطف أنفاسي في كل مرة أنظر إليها.
ومن الأشياء المعروفة في مدرسة هارييت أن باب الغرفة التي توجد فيها اللوحة كان مهترئًا من كل الفتيات اللاتي يأتين للإعجاب برموش الصبي الرقيقة.

ولكن لو رأى رسام تلك اللوحة الصبي الجالس على الطاولة الآن، فهي مُتاكدة من أنه كان سيهلل ويحرق لوحته.

مرحـبًا بـكَ فـي قـصرِ الـورودِ 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن