37. المنزل(2)

65 9 2
                                    

ما إن قاربَت مراسمُ الجنازةِ على الانتهاءِ حتى بدأتِ الأمطارُ تهطلُ بغزارةٍ.

بما أنَّ العاصفةَ الرعديةَ كانت في الحسبان، لم يُبدِ أحدٌ أيَّ ارتباكٍ، بما في ذلك راشيل.

انتشرتِ المظلاتُ السوداءُ في المقبرةِ المعتمةِ كالفطرِ.

كانت راشيل تتنقلُ تحت المظلةِ وتَشكرُ كلَّ معزٍّ على حدةٍ وتودّعهم.

رغم أنَّ المعزّين أبدَوا قلقَهم على وجهِها الشاحبِ، إلا أنَّ كلَّ ما حصلوا عليه كان ابتسامةً باهتةً.

استمرت راشيل في التحركِ دونَ توقفٍ، لم ترغب في الغوصِ في أفكارِها.
كانت خائفةً من أنْ تستحضرَ ذكرى والدتِها.

بينما كانت تبحثُ عن عملٍ تنشغلُ به، وجدتْ نفسَها فجأةً تجلسُ في غرفةِ معيشةِ والدتِها.

"ارتاحي الآن يا راشيل."

كانت مارغريت، صديقتُها التي بقيتْ معها حتى النهايةِ،
تمسكُ بيدِها برفقٍ. ظهرتِ الدموعُ في عينيها الزرقاوينِ الجميلتينِ.

"إذا استمرَرتِ على هذا النحو، ستنهارين."

كِدتُ أنْ أقولَ كالمعتاد "أنا بخير"، لكنْ شعرتُ أنَّ ذلك سيجعلُ دموعَها تتساقطُ.
فبدَّلتُ رأيي وهززتُ رأسي بالموافقةِ.

"سأفعلُ. شكرًا لكِ، ميغ."

"شكرًا على ماذا؟ آوه، انظري إلى حالِكِ! سأذهبُ لأعدَّ شيئًا لذيذًا لراشيل.
أنتِ لم تأكلي شيئًا طوالَ اليوم."

"همم؟ انتظري لحظةً، عزيزتي ميغ. هل ستطبخين؟"

"نعم، روبي. اهتمَّ براشيل حتى أعودَ!"

توجّهت مارغريت إلى المطبخ بحماسٍ، ولحقت بها جوان وهي تتعثّرُ.

"انتظري! آنسة ميغ! ما الذي تنوينَ طهيَه؟"

"لعلّه حساءً ساخنًا؟ أم *كيشي؟ بالمناسبةِ، أينَ البيضُ يا جوان؟ هل هذا فرن...؟

"يا إلهي، يا إلهي!"

حتى دون أنْ أرى، تخيلتُ جوان وهي ترسمُ إشارةَ الصليبِ على صدرِها بفزعٍ.
تبادلتُ وروبرت النظراتِ ورفعنا أكتافَنا.

في هذه الأثناءِ، جاءت آنا بشايٍ ساخنٍ.

"آنستي، سأذهبُ لتنظيفِ المكانِ."

مرحـبًا بـكَ فـي قـصرِ الـورودِ 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن