27 | حقيقة عبقة

15.4K 960 747
                                    

。⋆୨🌸୧⋆ 。


   
     جوليا


"ماثياس ، هل فقدتَ صوابكَ ؟!"

هتفتُ بحدّة أرمش لمرّات عديدة و أبدّل نظراتي بينه و بين هاتفه الّذي يبتلع تركيزه رفقة نظراته و حتّى أنامله ...

"لنذهَب دميتي ، ماتيو ينتظرنا عند مخرج هذا الشّارع"

نبس بها باستهتارٍ تزامنًا مع رفعه لعيونه صوبي ، ملامحه تنطوي على الهدوء المعاكس لعواصف الإستغراب و التّوتّر الّتي تكتنف تفكيري ...

إلهي ! هذا الأحمق يطلب منّي رفع الفستان !

أراهن أنّه مختلّ .

"دميتي"

طرطق أصابعه أمام وجهي يكسر الشّرود الّذي يكتنف عقلي و يضبّب نظراتي الّتي كانت تحدّق بالفراغ ، كنت شاردة لدرجة أنّني لم أنتبه له عندما إقترب أكثر و أصبح يقف أمامي بطوله ...

إبتلعتُ بتوتّر ، أبلّل شفاهي قليلا أحسّ بجفاف حلقي بسبب كلماته السّابقة و بسبب نظراته الغريبة الّتي يدرس بها ملامحي حاليًّا ...

أتنفّس بانتظام ، أقمع ملامح التّوتّر قبل أن يتراءى ظلّها على تعابير وجهي و على لغتي الجسديّة ، جَليت حلقي بخفّة و نبستُ بصوتٍ هادئ أحاول مجاراته للمرّة الّتي أجهل كم هو عددها ...

"أنظر ، أنا أرتدي فستان ، طويل ، ضيّق ، و لا أستطيع ..."

أخرسني حين انسكب رذاذ كلماته من فمه بملل تزامنا مع إقترابه منّي أكثر و حمل جسدي بين ذراعيه ...

"سأحملكِ ، سنتجوّل قليلًا هنا ، ستخرسي ، سأتحدّث ، و ثمّ ... لن يحدث شيء"

رمشت لمرّاتٍ عديدة لم أحصيها وسط دهشتي من ردّة فعله ، يحملني و حركاته جعلتني ألفّ ذراعاي حول عنقه و من دون وعيٍ منّي حتّى ، لساني رُبِط بينما هو يبتسم بخفّة لكن لا ينظر إليّ ، بل يبعثر نظراته على المكان من حولنا و يجيز لخطواته باِستأناف السّير للأمام ...

كلّ شيء يفلِت تركيزي ، لماذا يحملني ؟! أنا لستُ مشلولة ، لماذا يخرسني ؟! هل يظنّ أنّني دمية بالفعل و يسهل التّحكّم بها ؟!

إنقبض فكّي بتوتّر أحاوِل ترتيب كلمات مناسبة كي أصفع بها مسامعه ، لكن ... لكن لا أعلم لأيّ مدى كانت تفّاحة آدم خاصّته جذّابة لهذه الدّرجة ! لدرجة أن تنزلق نظراتي إليها و تتصلّب عند محاولة إحصاء كم مرّة تحرّكت ... ترتفع ، تنزل ، بخفّة فائقة ، مرّة ، مرّتين ...

يحدث هذا مع كلّ مرّة يجلي فيها حلقه ...

"فخورٌ لأنّكِ تطبّقين أوامري ... دميتي"

ماثياس | Mathiasحيث تعيش القصص. اكتشف الآن