。⋆୨🌸୧⋆ 。
جوليا
"ماثياس ، هل فقدتَ صوابكَ ؟!"
هتفتُ بحدّة أرمش لمرّات عديدة و أبدّل نظراتي بينه و بين هاتفه الّذي يبتلع تركيزه رفقة نظراته و حتّى أنامله ...
"لنذهَب دميتي ، ماتيو ينتظرنا عند مخرج هذا الشّارع"
نبس بها باستهتارٍ تزامنًا مع رفعه لعيونه صوبي ، ملامحه تنطوي على الهدوء المعاكس لعواصف الإستغراب و التّوتّر الّتي تكتنف تفكيري ...
إلهي ! هذا الأحمق يطلب منّي رفع الفستان !
أراهن أنّه مختلّ .
"دميتي"
طرطق أصابعه أمام وجهي يكسر الشّرود الّذي يكتنف عقلي و يضبّب نظراتي الّتي كانت تحدّق بالفراغ ، كنت شاردة لدرجة أنّني لم أنتبه له عندما إقترب أكثر و أصبح يقف أمامي بطوله ...
إبتلعتُ بتوتّر ، أبلّل شفاهي قليلا أحسّ بجفاف حلقي بسبب كلماته السّابقة و بسبب نظراته الغريبة الّتي يدرس بها ملامحي حاليًّا ...
أتنفّس بانتظام ، أقمع ملامح التّوتّر قبل أن يتراءى ظلّها على تعابير وجهي و على لغتي الجسديّة ، جَليت حلقي بخفّة و نبستُ بصوتٍ هادئ أحاول مجاراته للمرّة الّتي أجهل كم هو عددها ...
"أنظر ، أنا أرتدي فستان ، طويل ، ضيّق ، و لا أستطيع ..."
أخرسني حين انسكب رذاذ كلماته من فمه بملل تزامنا مع إقترابه منّي أكثر و حمل جسدي بين ذراعيه ...
"سأحملكِ ، سنتجوّل قليلًا هنا ، ستخرسي ، سأتحدّث ، و ثمّ ... لن يحدث شيء"
رمشت لمرّاتٍ عديدة لم أحصيها وسط دهشتي من ردّة فعله ، يحملني و حركاته جعلتني ألفّ ذراعاي حول عنقه و من دون وعيٍ منّي حتّى ، لساني رُبِط بينما هو يبتسم بخفّة لكن لا ينظر إليّ ، بل يبعثر نظراته على المكان من حولنا و يجيز لخطواته باِستأناف السّير للأمام ...
كلّ شيء يفلِت تركيزي ، لماذا يحملني ؟! أنا لستُ مشلولة ، لماذا يخرسني ؟! هل يظنّ أنّني دمية بالفعل و يسهل التّحكّم بها ؟!
إنقبض فكّي بتوتّر أحاوِل ترتيب كلمات مناسبة كي أصفع بها مسامعه ، لكن ... لكن لا أعلم لأيّ مدى كانت تفّاحة آدم خاصّته جذّابة لهذه الدّرجة ! لدرجة أن تنزلق نظراتي إليها و تتصلّب عند محاولة إحصاء كم مرّة تحرّكت ... ترتفع ، تنزل ، بخفّة فائقة ، مرّة ، مرّتين ...
يحدث هذا مع كلّ مرّة يجلي فيها حلقه ...
"فخورٌ لأنّكِ تطبّقين أوامري ... دميتي"
أنت تقرأ
ماثياس | Mathias
Romance" لم أعُد أعلم من أنا حقّا ! إن كانت هذه حقيقتي أم أنّها مجرّد نسخة خلّفتها لي الحياة بعدما استنزفت كلّ ما لديّ ..." "أحيانا قد لا نجد أنفسنا بمجرّد فعل ما نصبو من أجله ... قد يكون لنا سبيل لمعرفة من نكون حقّا بالمجازفة في مُنحدر مغاير لما اعتادته أ...