فتح عينيه بصعوبة بسبب أشعة الشمس القوية المتسللة من النافذة يناظر المكان حوله محاولا الإستيعاب لتتضح له الرؤية، كان في غرفة لابأس بها لونها منعش مزينة بلاصقات لفرق غناء و نجوم و مرآة على طرفها زينة على شكل قيتارة أحس بوجود بجانبه فاستدار ليرى ان اخيه كان نائما بعمق من شدة تعبه، السرير كان كبيرا ليتسع لهما هم الإثنان، كان هان يناظر أخيه، أخذ يمسح على خده بلطف حارصا على عدم ايقاظه هامسا
"لما مينهو؟، لما تحاول فعل كل شيء وحدك بينما انا معك"
تنهد هان و استقام من السرير يتأمل المنظر خارجا من نافذة الغرفة، شعر بالراحة النفسية لتأمله لذاك المنظر خارجا
الشمس الخجولة تُطِلُّ فَارِدَةً شعرها الذهبي اللامع على طول السماء الزرقاء الصافية و على ذاك البساط الأخضر الممتد و تلك الأزهار التي تفتحت بترحيب بمختلف ألوانها الفاقعة، تلك القطة التي تجري بكل نشاط وراء ذاك العصفور المسكين الذي كان فقط يريد ان يغني بصوته العذب
لَمْ ينتبه بيتر حتَّى ان ثغره كان مفتوح حين تأمله، و لن نَلُومَه حقا، فجأة شعر بعناق خلفي و صوت أخيه العميق بسبب استيقاظه مؤخرا
"لطالما حدّثْتني عن حُبِّك لهذه الأماكن و رغبتك في العيش في واحدة منهم، و لم يكن علي سوى تلبية رغبة أخي العزيز لأرى ابتسامته فقط،، هل أعجبك المكان؟"
استدار هان بعيون تنذر بذرف لؤلؤاتها و ضرب كتفه بقوة معدومة بمزاح قائلا
"انت لعين مينهو و أناني، لا تفكر إلا بي، أحبك أخي"
ختم جملته بعناق ضيق جعل مينهو يقهقه من تصرفات أخيه و بادله العناق قائلا
"و هذا اللعين سيفعل أي شيء لجعل الإبتسامة دائمة الإرتسام على وجهك"
فجأة سمعوا صوتا خلفهم و من يكون غيره؟
"رفاق أَ لنْ تضمونني لعناقكم؟، أنا هنا وحيد بائس ليس له إخوة"
قهقه مينهو مشيرا له بالتقدم بينما هان هز رأسه بيأس لصديق أخيه الدرامي قائلا "نحن إخوتك!"
في تلك الغرفة الدافئة، ثلاث أولاد يتشاركون الحضن و شعور الاطمئنان و الراحة كان مصاحِبا لهم، تلك المشاعر النقية و الصادقة، الأخوة و المحَبة بينهم جعلت الرابطة بينهم قوية، في يومنا هذا لن تجد هذا إلا نادرا، و من كثرة ندرته، سَيَشُكُّون فيه،و يقولون،'ذاك يفعل هذا لمصلحة'،'مستحيل هذا الأمر!'
لا تدَعُوا السلبية تهيمن على أفكاركم الإيجابية، فكروا بالجانب المشرق، و ستَرَونَ ما سيَحْدُثْ......
________ _____________________
في ذاك المطبخ البسيط كل مايُسمع هو قهقهات الفتيان الصاخبة أثناء محاولتهم البائسة في إعداد كعكة الجبن التي لم تخلو من تلطيخ وجه هيون المسكين بالكْرِيمَة و سخرية الأَخوان منه، بعد مدة جلسوا بتعب و فَكُّهم تشنج بحق من ضحكهم لمدة طويلة!، و هل تظنون انهم أنهوا اعداد الكعكة؟
للأسف لا، فتياننا الموهوبين استسلموا و قاموا بأكل الفراولة و الكريمة بدلا من وضعها في الكعكة، توقف الفتيان عند سماعهم لطرق الباب و نظروا لبعضهم البعض، كيف سيفتحون الباب و هم بهذا المظهر؟، كان شعرهم كأنهم صُعقوا بالكهرباء ووجهن ملطخ بالطحين و الكريمة و لن نتحدث عن ملابسهم المسكينة فهي حالة أخرى تماما.....توقف الطرق على الباب فقرر هيون فتح الباب لإلقاء نظرة، ليجد سلة اسفل الباب مليئة بالمخبوزات الطازجة ذو الرائحة الزكية مرفوقة بورقة، حمل السلة ناظرا للأرجاء و لم يجد أحدا فدخل فاتحا الورقة كي يقرأها و كان المكتوب كالتالي
"مرحبا! أتمنى ان تنال إعجابكم، آسف على الازعاج ان كنت قد اتيت في وقت غير مناسب، انا فيليكس جاركم في البيت الأيمن بجانبكم و انا بمثل عمركم!
اتمنى ان نتعرف بشكل جيد!"
قرأ الفتيان الثلاثة الورقة في آن واحد و ناظروا لبعضهم البعض أحدهم يلوم الآخر، فهم لم يفتحوا الباب للولد المسكين الذي يبدو لطيف من خلال مافعله، هزوا رأسهم مقررين زيارة الفتى و تفسير تصرفهم مدونين ملاحظة في ذهنهم ان لا يذهبوا خاليين الأيدي بالطبع، ناظر هان لتلك المخبوزات بإعجاب يبدو ان الفتى ماهر بتحضير هذه الأشياء
__________________في المساء__________________
كان هان في الشرفة تتجول حدقتيه حول المكان خارجا فالهدوء و السَّكينة كان يرافق هذا المكان، جذب انتباهه فتى ذو شعر أشقر جالس تحت ظل شجرة كبيرة ليست ببعيدة كثيرا عن المنزل، كان الفتى يُلاعب قطة رمادية في حضنه و يبدو وحيدا...
____________________________________________
رأيكم و توقعاتكم؟
فيليكس؟
المكان؟
See u 🎀
أنت تقرأ
كِذْبَة؟:اللَّهَفْ
Mystery / Thriller"حَيَاتي بأكملهَا كانَت عِبَارة عن كِذبَة" "اعتُصِر خَافِقي لَهَفًا لِفُقدَانِكِ،وَ غَلَّفَتِ العَتمَة رُوحي بَعدَ غِيَابِ نُورِكِ" _الصنف: غُمُوض، تَحقيق _عَلاقات أخَويَّة و صَداقة قَويَّة