وسط ظلام تلك الغرفة الباردة، كان مينهو جالسا فوق سريره يناظر الفراغ بينما الأفكار تنهش عقله المرهق، فبعد كلام هان استنتج انه يعلم شيء ما...شيئا كبيرا جعله يفصح عن ما بداخله لدرجة قوله لذاك الكلام
Flashback:
"ألست أخيك الذي تحبه و لاتريده ان يتأذى؟، انا تائه مينهو، اشعر كأنني في متاهة، ملاحظتي لكل شيء، رؤية أشياء لست متأكد مما رأته عيناي، مرعب يا أخي"
"أنا أتأذى اخي، التفكير الزائد ينهش عقلي، رؤية الشخص الوحيد الذي أثق به يخفي عني أشياء، لماذا تفعل هذا؟"
_
أمسك مينهو رأسه بألم كلام أخيه كان يتكرر في عقله دون توقف،يحاول اقناع نفسه ان أخيه بخير، لم يعد كما كان، لكن على من يكذب؟، استقام إلى الحمام مقررا غسل وجهه قليلا كي يطرد هذه الأفكار، توقف ناظرا لنفسه في المرآة بينما قطرات الماء تتسابق على طول أنفه الحاد ووجنتيه، ليفزع فجأة لسماعه صوت ارتطام قوي، تجمد الدم في عروقه و شعر كأن دلو ماء بارد سكب عليه عندما سمع صوت صراخ أخيه، أخذ منه الأمر ثواني ليستوعب و يهرع حيث مصدر الصوت بينما كل الأفكار السوداوية المتوقعة راودته
توقف مكانه يحدق بعينين واسعتين من الصدمة لدرجة ثغره كان مفتوحا فما كان يراه، غير متوقع!
كان جون يتذمر و يشتم ناظرا لقميصه المفضل الذي تلطخ بقطرات دم بينما.... ميها،أمهم.... كانت جثة هامدة اسفله، نظر جون فجأة لمينهو و ابتسم بوسع، شرع يتقدم ببطىء إلى مينهو بينما مينهو شعر بأنفاسه تتقطع من هول ماشاهده و لم يستطع التحرك حتى، حتى بدأ بسماع أصوات تنادي بإسمه... مينهو!... مينهو!.....
استيقظ مينهو من هذا الكابوس المريع يلهث و يتصبب عرقا حتى بدأت يستوعب ان هان كان يناديه منذ مدة و الآن هو واقف ينظر له بنظراته القلقة على حالته فناوله كأس ماء بارد يروي به عطشه، أما مينهو كان ينظر لهان دون رد فعل، مما جعل هان يعقد حاجببه و يقلق اكثر على أخيه خاصة انه لم يمسك كأس الماء حتى !، استقام مينهو بهدوء حيث باب غرفته و قال بنبرة خالية من المشاعر
"أخرج!"
نظر له هان باستغراب لنبرته هذه، أخذ يتقدم من مينهو الذي ظن انه سيخرج لكن تفاجىء من هان الذي اغلق الباب دون ان يخرج و امسك مينهو من رسغه ينظر له بجدية
"ماخطبك مينهو هل فعلت لك شيء كي تعاملني هكذا؟"
نظر له مينهو بفراغ يبدو كأنه في عالم آخر تماما مع أفكاره لكن بعدها هز رأسه محاولا إبعاد افكاره و أمره بحدة أن يخرج، فما كان على هان إلا الخروج باستسلام مغلقا الباب ورائه
تنهد مينهو و خطى إلى حمام غرفته، واقفا أمام المرآة ينظر لنفسه مطولا بعمق حتى رأى فجأة وراءه ظلا اسودا طويلا، لم يتحرك ابدا، تحدث ذاك الظل بنبرته العميقة
أنت تقرأ
كِذْبَة؟:اللَّهَفْ
Mistério / Suspense"حَيَاتي بأكملهَا كانَت عِبَارة عن كِذبَة" "اعتُصِر خَافِقي لَهَفًا لِفُقدَانِكِ،وَ غَلَّفَتِ العَتمَة رُوحي بَعدَ غِيَابِ نُورِكِ" _الصنف: غُمُوض، تَحقيق _عَلاقات أخَويَّة و صَداقة قَويَّة