Nineteen

24 4 0
                                    






نَزع نظَّارته رَافِعا يدَهُ يُدلِّك تلك العُقدة بين حَاجبيه التِّي تَشكَّلت أَثنَاء انغِماسِه فِي التَّحقيق في إِحدى القَضايَا العائِليَّة، كان المِلف أَمامه يحتَوي عَلى أَقوال أَفراد العائلة و دَلاَئل قَليلة غَير كافِية لإِلقاء التُّهمة على الرَّجل الذِّي وَحَسَبَ مَاقَاله الأَفرَاد أَنَّه شَخْصٌ خَبيث و طَمَّاع كانت لَهُ يَدٌ في وَفاةِ فَردٍ منهُم، كَمَا أنّه قام بأَشياء عديدة... 

لَيسَ كمَا لو أَنَّهُ لم يُصدِّقهم، هُو يعْرِف منِ الكاذب و منِ الصَّادق، هُو كانَ فَطِنًا كِفايَةً لِيلاحظ قُلوبُهم المُحترقَة مِن عَجزهم عَن جَعْل الفاعِل يدفَعُ الثَّمن بِسَبب حِيَلِه و تَلاَعُبِه، لَكِن للأَسَف القَانون يَنُصّ عَلَى أنّه لاتِّهام شَخصٍ مَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ هناك أَدلَّة قَويَّة و شَاهِد. 

مِئاتُ القَضايا التِّي عَمل عليها في حياتِه كَانت أَصْعَب من هَذه و قام بِحَلِّها، هُوَ لمْ ينسَى تَرجِّي تِلك المرأَة الطَّاعِنة في السِّن له أَن يَفعَل المُستَحِيل و يُسَاعدهم قائلة أنّه أملهم الوحيد المُتَبَقِّي. 

وَصَلَه بَريدٌ إلكترونِي من زَميله في العَمَل فِيه ماتَبَقَّى من المعلومات التي تساعده في القضية، كان على وَشَكِ إِلقاء نظرة عليهَا لكِنَّهُ أَجَّل ذلك لوقتٍ لاَحِق بسبب اتِّصال ابنه، لِيُجيبه لِيصله صوتُه من الهاتف قائِلاً

"أَبي، هَل انتَهَيتَ منَ العمل؟ نحنُ جَاهِزون للعَودة

"نَعَم، سآتِي لاُقِلَّكُم بَعدَ رُبعِ سَاعة

أَمسَكَ ذو الشَّعر الأشقر المُجعَّد مِعطَفَه و أَشيَائه، كَان على وشَكِ الخروجِ لِيعود أَدراجَه يُنَاظر ذلك المِلف لبُرهة قبل أن يقرِّر أخذهُ للمنزلِ، لا يَعلَمُ لمَا لَكن حدسَهُ يُخبره بهذا، فهُو لم يَعمَل عَلى قَضية في مَكَان غير مكتب عمله من قبل، فهو كان يعيش في تلك المنطقة الشبه ريفية رَغبَة في الهدوء و الاستقرار بعيدًا عن المدينة كَمَا كانا والديه، رُغم امتلاكه لعَمله هذا لكنه كان يُدير تلك المخبزة التي كانت وصيَّة أمِّه، يتناوب عليها تارة هو و تارة زوجته و العُمَّال كذلك. 

-











كان الفتيان الأربعة جالسون بهدوء في المنزل الذي يعود لهيونجين، لم يجرُؤ أحدٌ على التَّكلم أو التَّبرير للآخرين عن سَبَب تواجدهم هنا، فهيونجين أتى كي يساعد صديقه دون ان يخبره و في طريقه التصق به فيليكس، أما عن الأخوين فكان مينهو قد أخبر بيتر بالقليل بما يخص أبوهم، و صُدفَةً كان كريستوفر والد فيليكس ذاهِبٌ للمدينة، لذا طَلَبوا منه أنْ يذهبوا معه مُتحججين انهم يريدون ان يكونوا مع ابنه و صديقهم لكن غايتهم الحقيقية كانت الذهاب للمنزل لعلَّهم لن يجدوا ذاك الرجل في المنزل و يبحثوا عن بعض الأشياء، هم لم  يكونوا عَلى معرفة بعمل كريس الحقيقي و هو كذلك لم يكن يعلم أنهم يعيشون هناك و لديهم أب، هو ظنَّ ان هذا موضوع حساس لهذا لم يسأل. 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 19, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كِذْبَة؟:اللَّهَفْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن