.Seventeen.

50 3 12
                                    

مرت دقائق و الصمت يسود الغرفة، كل أحد يناظر الآخر لهذه الصدفة، ليقطع هذا الهدوء صوت هيونجين الذي اعتدل في استقامته و فيليكس كذلك

"ماذا تفعلان هنا؟ كيف اتيتما حتى!" 

رفع مينهو حاجبه يكتف ذراعيه مضيقا عيونه الواسعة

"أنا من يجب ان أسألكما هذا السؤال، ماذا تفعلون في المنزل هنا!" 

كان بيتر واقف بجانب أخاه ينظر لهما بشك، ابتسم المعنيان بتوتر ينظران لبعضهما البعض، ليفتح الأشقر ثغره قائلا

"اوه، بشان هذا، أراد هيو....." 

لم يستطع اكمال كلامه بسبب يد هيونجين التي حطت فوق فمه تمنعه من فضحهم، رمش فيليكس يناظر الآخر الذي كان يبدو مرتبكا و قال بتردد

"اوه... بشأن هذا..... كنا.... فقط...." 

لم ينهي كلامه هو أيضا فهو توقف عندما سمعوا صوت الباب ينفتح بالمفتاح، دليل على عودة ذاك الرجل!، ابتلع الكل بتوتر  حتى الاخوان فهما أتيا خفية أيضا، أمسك بيتر ذراع اخيه يضمها له ينظر له و عيونه تصرخ أن يجد حل ما بسرعة،اقترب فيليكس و هيونجين منهما و هما يعلمان أنهما في مصيبة إذا لم يتصرفوا حالا، تنهد مينهو ليفلت ذراعه من قبضة اخيه هامسا بحزم

"إسمعوا.. لن أُعيد كلامي، سأشتته و أنت ستذهبون لغرفتي المجاورة لغرفته، عندما تُطِلُّون من النافذة ستجدون سلم ملتصق بالحائط، إنزلوا منه كلكم!" 

أراد الكل الإعتراض لكن تلك النظرات الحادة التي قابلتهم جعلتهم يوافقون بلا حيلة، أخذ ذي الشعر البني نفسا عميقا ليضع يده على مقبض الباب متمتما بشيء لنفسه قبل أن يخرج من الغرفة مغلقا الباب وراءه، جال بنظراته ارجاء المنزل ليلمح هيئة أبيه في المطبخ، نزل بخطوات هادئة السلالم ملاحظا انعقاد حاحبي جون عندما سمع أصوات. 

استدار لينظر بتفاجىء لهيئة مينهو المتكىء على باب المطبخ بتعابير باردة، لكن سرعان ماابتسم جون بجانبية يقترب ببطىء منه، متكلما بصوته الأجش ساخرا

"أرى أنك إشتقت لي يا ابني العزيز؟ عجبا، لا انكر أن خطوتك الجريئة نالت إعجابي،و فاقت توقعاتي يا فتى، أين بيتر؟، همم" 

رفع مينهو حاجبه متجاهلا ذاك الشعور المزعج الذي يراوده كلما وقف أمام جون، فهو لازال يتذكر ماحصل، ليتكشف شفتيه على ابتسامته المستفزة

"بعد معرفة خطتك الحقيرة؟ لا، ستراه على جثتي

عقد الآخر حاجبيه ليدفعه على طاولة المطبخ ممسكا بفكه بقوة مهسهسا

"ارى أن لسانك طَال أيها المسخ، أهكذا تتكلم مع أبيك؟" 

رغم تألم مينهو بسبب ارتطام ظهره مع حافة الطاولة إضافة إلى ألم فكه الذي يكادُ يُسحق بسبب يدا الرّجل، لم يمنعه هذا من محو إبتسامته الساخرة التي زادت مستمتعا باستفزازه، مردفا بنبرة ساخرة في لمحة الغضب

"بعد كل ما فَعَلتَهُ تُسمِّي نفسك أب؟ كُن شاكرا لأنني لم أخبر أحد بعد.." 

لن ينهي كلامه بسبب ضغط الآخر أكثر على فكه، راقب تحول ملامحه لقاتمة و أدرك أنه قام للتو بضرب ذاك الوتر الحساس بالنسبة لجون، الذي لم يلبث كثيرا حتى أنزل يده لياقة الأصغر قابضا عليها بقوة، مهسهسا بتهديد

"تجرَّأْ!تجرَّأْ و ٱذكر ماحدث لشخصٍ ما، عندها تيقن أنك لن ترى الضَّوء مُجَدَّدا

لا ينكر مينهو أنه خاف من نبرته، هو لطالما خاف منها خاصة بعد الشيء الذي شهده في صغره، أو لنقل أشياء عديدة... 

لكن لا يجب عليه اظهار خوفه و ضعفه أمامه، هو سيبقى صامدا يستفزه كالعادة فهو اكتشف ان مايثير جنون جون هو استفزازه، لذا واصل بذات النبرة سائلاً مُميلا رأسه باستفزاز

"اوه، لم تذكر لي أيَّ جزء تقصِدُهُ، هل جُزءُ تلاعبك بالأوراق؟، أو تورطُّك في أشياء مشبوهة بما فيها تدهور صحّة أمي؟ أو إبعادك لعائلتي و كذبك عليهِم؟..... همم... دعني أُخَمِّن، هل تقصد اشتراكك مع تلك العاهرة التي لطالما توافدت إلى هنا حتى قبل وِلادتي؟" 

لم يحتمل المعني سخرية الآخر ليدفعه بقوة على الأرض صارخا بغضب كبير

"أغلق فمك القذر أيُّها اللعين، أنت مجرد عبىء يمنعني من المواصلة.." 

رغم سقوطه القوي على على الأرض الصلبة، لكنه لم يدع ابتسامته تنمحي من وجهه، هو يعلم أن جون لن يفعل له شيئا كبيرا لأنه سيكون دليل ضده، أي شيء صغير خاطىء سيجعل الآخر يُوَدِّع... 

شرع الرجل الكبير يدور حول نفسه يخلل أنامله في شعره الخفيف و بدى كشخص غير سوِيّ عقليا، ليتوقف قائلا بضحك، و كم بدى منفصما في كلامه

"هاها، قل لي من سيصدقك هاه؟ من؟ فتى ضعيف مثلك لن يفعل شيء، مثل أمك تمام..." 

لم يكمل حديثه بسبب صراخ الآخر الغاضب عليه الذي استقام يواجهه بوجه احمر من الغضب العظيم الذي بداخله 

"لا تأتي بسيرتها على لسانك القذر!ملاَكٌ مثلها لا تليق بشيطان مثلك!" 

ضرب مينهو الطاولة بجانبه الأيمن يثبت عينيه اللتان احتَدَّتا على الآخر الذي تفاجىء من الجانب الآخر من الأصغر، و الذي بدى....مُظلِماً بِحق! 

لم يكتفي مينهو بهذه الكلمات فحسب، بل أخذ يقترب بخطواته نحو الآخر بنفس التعابير صارخا من جديد

"نعم، لم أُخبِر أحدًا من قبل، لكن كن متيقنا أنه ليس خوفًا منك، و الآن أُقسِم! أنني سأُذيقُك ماقاسَه كل واحدٍ مِنَّا نتيجة أفعالك الحقيرة، لن أدَعك تلهو في الأرجاء بعد كلِّ مافعَلتَهُ

حدث كل هذا أمام انظار هيونجين المختبىء خلف النافذة يستمع لكل شيء بعدما أمر فيليكس و بيتر بالذهاب لمنزله ريثما يفعل شيئًا ما، هو لم يُرِد ترك مينهو وحده. 
كان خائفا حقا على صديقه ان يُصيبه مكروه، قضم شفته السفلى الثخينة بقلة حيلة، كان قلقا أن يفعل جون شيء...

_
أحبكم


كِذْبَة؟:اللَّهَفْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن