.Ten.

47 3 0
                                    

في سطح ذاك البيت البسيط، كان ذاك الفتى ذو الشعر البني غارق وسط أفكاره بينما تلك النسمات اللطيفة تداعب وجنتيه و خصلاته التي تتطاير، تحت ضوء القمر الساطع الذي ينعكس على حسن محياه، قطع تفكيره العميق شقيقه ذو الشعر الحالك الذي تقدم نحوه واضعا معطفا عل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في سطح ذاك البيت البسيط، كان ذاك الفتى ذو الشعر البني غارق وسط أفكاره بينما تلك النسمات اللطيفة تداعب وجنتيه و خصلاته التي تتطاير، تحت ضوء القمر الساطع الذي ينعكس على حسن محياه، قطع تفكيره العميق شقيقه ذو الشعر الحالك الذي تقدم نحوه واضعا معطفا على كتفيه بسبب برودة الجو، جالسا بجانبه يناظرون النجوم المتلألئة و الصمت رفيقهم... 

توجهت حدقتي بيتر تنظر لأخيه الذي كان يتأمل السماء ببندقيتيه اللامعة التي تعكس جمال النجوم داخلها، تلك اللمعة المحببة التي بعيونه، أخذ بيتر يتأمل أخيه الأكبر ينظر لشخصه الوحيد الذي لم يتركه، الذي يحميه و يحبه و يخشى عليه، كان مينهو أخا مثاليا في عين بيتر.. 

نظر بيتر بعيدا عنه متنهدا جاذبا بذلك انتباه ذو الشعر الأسود 

الذي نظر مجددا للسماء قائلا بصوته الهادىء بنبرة فضولية

                    "لماذا أتيت معي دون تردد؟"  

قضم بيتر شفتيه بتفكير، مجيبا اياه: 

   "لا أعلم، أنا أثق بك مينهو، و سأفعل أي شيء تقوله لي.." 

نظر له مينهو يسأله مرة أخرى بتردد

                             "ماذا عن......." 

قاطعه بيتر ينظر له بجدية: 

"لا، لا تذكره مجددا، يكفيني مارأيته و علمته عنه..." 

عقد مينهو حاجبيه، ازداد معدل نبضاته و جميع الأفكار السوداوية توافدت في ذهنه متوقعا أسوأ مايمكن، هو كان يخشى، يخشى ان يكون بيتر بعلم باشياء كبيرة، ابتلع الفتى قائلا نبرة حذرة: 

                            "ماذا... ماذا تعرف؟" 

نظر بيتر لمينهو بوجهه الجاد، بيتر لم يكن يوما هكذا، كان دائما ذاك الفتى المرح و السخيف، لم يكن يوما بهذه الجدية، فتح ثغره مقررا اخباره، لكن هذه المرة تجنب التواصل البصري،بنبرة ساخرة: 

"أبونا العزيز،ذاك الأب المثالي!، اكتشفت انه اسوأ شخص، اكتشفت انه كان على علاقة مع امرأة أخرى من قبل، ربما هي نفسها تلك المرأة التي كانت تتكلم معه ذاك اليوم، حسب الأوصاف المذكورة...." 

نظر مينهو بضياع عند جملته الأخيرة، كان مشوشا بسبب ان بيتر يعرف اشياء لا يعلم من اين عرفها، العديد من الأسئلة تدور في ذهنه، لكنه لم ينطق بحرف حين استرسل بيتر قوله بنبرة طغى عليها الحزن: 

"لطالما تسألت من أين ورثت موهبة جميلة كالكتابة... وجدت إجابة سؤالي في ذاك الدفتر الأرجواني،قراءة ماكُتِبَ هناك جعلني أشعر كأنني كنت هناك شاهدا على كل تلك الأحداث رغم انني في فترتها كنت رضيعا، معرفة ماعانته أمنا، تلك المرأة العظيمة.... مرورها بكل تلك التجارب المريرة مع رجل لا يحبها و يعبث في الخارج مع الأخريات، كرهه لها بسبب ان زواجهم كان اجباري، عودته عدة مرات للبيت ثملا بينما يلقي عليها ألفاظ بذيئة و يهددها، كل هذا تحملته أمنا لكن في النهاية انتصر المرض الذي كان يرافقها مرهقا إياها، و شاء القدر أن تتوفى تاركة طفلين صغيرين يواجهان هذا العالم، أنا، و أنت" 

نظر بيتر بعيونه المليئة بمياهها لمينهو التي كانت عيونه تلمع ايضا، نطق مينهو بنبرة مهتزة: 

                               "مرض؟...." 

______________________________________

يتبع.....

كِذْبَة؟:اللَّهَفْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن