جذب نظر تلك الأعين الواسعة الممتلئة بمياهها، عيون أخيه الأكبر التي لمعت، هو لمح تلك الدموع لأول مرة في أعينه، اقترب منه يضع يده على يد أخيه يمسك بها ناظرا للأسفل يتحاشى تواصل الأعين معه كي لا يضعف اكثر
"مينهو.... أمنا كانت... مريضة....بذاك..... المرض.."
هز مينهو رأسه يحاول انكار ما سمعه للتو، مطلقا سراح تلك الدموع التي كانت حبيسة تلك اللامعتين، أخذه بيتر بين ذراعيه، كان مينهو لأول مرة يبدو ضائعا، بدا كطفل صغير تاه وسط أزقة مظلمة و أضاع عائلته، اشتد نحيب مينهو المكتوم بسبب رأسه الذي يدفنه بين كتف و عنق أخيه الأصغر،يلف ذراعيه حوله يشد القبض عليه كأنه سيذهب، بينما بيتر يضع يده يمسح على شعر أخيه بينما الأخرى على ظهره يمسده محاولا مواساته، يشعر بقلبه يتخبط لسماعه لذاك البكاء المؤلم الذي يصدر من أخيه، لم يره يبكي و لا مرة و عندما بكى كان بكاءه، يقطع القلب، تشوشت رؤية بيتر بسبب دموعه الساخنة التي أخذت تتساقط بقوة و اخذ جسده يهتز بسبب بكائه الصامت،أسند رأسه على رأس الأكبر يبكيان
بينما تلك الهيئة التي سمعت كل شيء تجلس بعيدا عنهم، كان ذاك هيونجين، الذي تأثر من ذاك المنظر يناظرهم بأعينه اللامعة، فبعد كل شيء مينهو يكون صديقه الوحيد الذي لم يكن مزيف، لم يكن صديقا او زميل دراسة فقط، كان كالهدية التي أتته بعد انكسار قلبه عدة مرات بسبب تلك الصداقات المزيفة، كان مينهو الأخ لهيونجين، الشخص الذي جعله ينظر للحياة مجددا بتفاؤل و بإيجابية، رؤية شخصه ذاك يبكي بتلك الطريقة المؤلمة بينما كان دائما ذاك الفتى المرح، تسائل هيونجين، كم كتم تلك المشاعر لينفجر بتلك الطريقة؟، لما فضل المعاناة وحده بينما هو هنا؟، لما هو يفكر بالكل قبل أن يفكر بنفسه..... فكر هيونجين مطولا، و قرر ان يبتعد احتراما لخصوصية الإخوة...
نزل هيونجين من هناك ذاهبا لغرفته، ألقى بنفسه على السرير يزفر بتعب ينظر للفراغ و عقله مزدحم بالعديد من الأشياء، عيونه لازالت تحوي الدموع، زفر بإرهاق و قلة حيلة، لا يعلم مايفعل، هو لطالما كان مدينا لمينهو، لا يحب ان يراه حزين هكذا، لا يريد رؤيته بهذه الحالة...... استقام مقررا التمشي خارجا لعل تلك الأفكار تقرر تركه، ارتدى معطفه لبرودة الجو خارجا و دع قدميه تقودانه بنفسهما، ليجد نفسه أمام شجرة كبيرة ذو أغصان عديدة أوراقها خضراء قاتمة، جلس تحتها يتكأ بظهره عليها يغمض عينيه يستنشق ذاك الهواء ذو النسمات الباردة، ليشعر بوجود بجانبه
لقد كان ذاك الأشقر جالسا بجانبه ينظر لرفيقه الجديد بقلق، عيونه الواسعة تحكي الكثير لكن ثغره لم يخرج منه حرف واحد، بدا مترددا، بينما هيونجين يبادله النظرات تلك أيضا، زفر بضيق نابسا بصوته الهادىء:
"هل لا يثق بي كي يخبرني بما يحدث له، هل انا لست ذاك الرفيق المناسب له؟ ....."
نفى فيلكس
"لا أعلم مايحدث لك، لكن تأكد انك انت رفيق جيد، مرح و متفهم، ربما لم يخبرك لأنه يظن انه سيزعجك، أو انه مشوش لا يعرف مايفعله، لا تشك في نفسك لمجرد انه فعل هذا، تفهم موقفه و أعطه الوقت... عتدها سيأتي هو بنفسه و يخبرك بكل شيء"
ربت فيلكس على كتف على كتف ذو الشعر البني القاتم الذي تنهد مفكرا إلى ما ستؤول إليه الأحداث...
بينما في ذاك السطح، يتسلط نور القمر الساطع على جسدي الأخوين اللذان يحتضنان بعضهما، أبعد مينهو وجهه عن صدر أخيه ناظرا بعيدا عنه يمسح دموعه، يشعر بالحرج للبكاء في حضن أخيه الأصغر بتلك الطريقة كطفل، هذا هو مايظنه،بينما كان لبيتر رأي آخر، امسك بذقن أخيه جاعلا إياه ينظر له، نظر لملامحه، عيونه المحمرة و المنتفخة بسبب البكاء، و أرنبة أنفه المحمرة، رموشه المبللة، و خصلات شعره الحالك التي تمردت فوق عينيه، مسح على وجنته و انزل يده ليضعها على كتفه يمسح عليه، كان يريد قول شيء، قضم على شفته السفلية ناظرا للفراغ قبل أن ينبس وسط ذاك الهدوء
"مينهو.... عند قرائتي.. لتلك المذكرة اكتشفت انه كان لها صديقة مقربة، هي الوحيدة التي ساندتها طوال الوقت.. فكرتُ.... إذا كان بإمكاننا.... البحث عنها..."
توقف بيتر لبرهة ناظرا لأخيه بتردد لا يعرف إذا يجب عليه انهاء كلامه أم لا، أومأ مينهو ناظرا بعيدا عنه، أخذ نفسا عميقا قبل ان يجيبه بصوت خافت بسبب بكائه
"سنفعل، أريد الحقيقة كلها، أشعر أن هناك قطعة مفقودة من القصة"
تمتم مينهو بالجزء الأخير بغموض، عاقدا حاجبيه ناظرا للسماء بنظراته الحادةنظر له لبرهة بيتر رامشا بعدم فهم، لكن قرر عدم التكلم الآن
_____________________________________
عيد مبارك كل عام و أنتم بخير🤍
أنت تقرأ
كِذْبَة؟:اللَّهَفْ
Mystery / Thriller"حَيَاتي بأكملهَا كانَت عِبَارة عن كِذبَة" "اعتُصِر خَافِقي لَهَفًا لِفُقدَانِكِ،وَ غَلَّفَتِ العَتمَة رُوحي بَعدَ غِيَابِ نُورِكِ" _الصنف: غُمُوض، تَحقيق _عَلاقات أخَويَّة و صَداقة قَويَّة