كِذْبَة؟:اللَّهَفْ

.fifteen.

نظر لشكل الفطيرة بتعابير راضية التي ارتسمت على وجهه الملطخ ببعض مربى التوت الذي واجه صعوبة في صنعه، تركز البعض على وجنتيه ذو الظلال الوردية للمجهود الذي بذله و ارنبة أنفه، شعره المبعثر و خصلاته السوداء التي انسدلت بطريقة فوضوية فوق جبينه، ارتكزت يديه الاثنتين على جانب خاصرته يضيق عينيه يحاول ايجاد اي خطأ في الشيء الذي أعده. 

كانت الفطيرة موضوعة على الطاولة في طبق مزين بورود صغيرة، كان شكلها لطيف و مربى التوت المصنوع منزليا موزع بعناية على تلك المساحة التي خصصها لها تحدها الحواف ذي شكل ضفيرة ملتفة بشكل دائري، على طرفها الايمن وُضِعت بتلات الخزامى كزينة تُضفي جمالا لها

على جانب تلك الفطيرة ذو الرائحة الزكية، يتوضع ذاك الكأس البني الفاتح ذي تصميم يشبه خاصة العصر الفكتوري على الصحن الصغير الذي يرافقه دائما، يحتوي داخله على تلك القهوة الممتزجة بالحليب الطازج التي انتشرت رائحتها في أنحاء المنزل الصغير

كل ماكان موضوع على تلك الطاولة المستديرة مصنوع بكل حب على تلك الانامل الذهبية خاصة الفتى ذي القلب الأبيض. 

قادته قدماه للمغسلة لينحني قليلا يمرر اصابعه المبللة على طول وجنتيه و أنفه الصغير ليمسح أثر المربَّى، ثم ابتعد ليصل لباب المطبخ نازعا المريلة الزرقاء، يفُكُّ رباطها الذي يلتف حول خاصرته. 

توجه لغرفة هيونجين، عالما ان أخيه نائم هناك على سريره، فتح الباب بحذر ليقابله الظلام الدامس، تمشى ببطىء على أطراف أصباع اقدامه خاشيا ان يفتعل اي صوت يسبب في استيقاظ أخيه الأكبر، وصل لذاك السرير الذي يحمل جسد النائم بسلام، جلس بجانبه بهدوء ليفت نظره وجه الأكبر الذي تسلط عليه الضوء الخافت الصادر من فتحة صغيرة للنافذة التي لم تغطيها الستائر. 

كانت وجنتيه تحتوي على آثار دموع جافة و الإحمرار يتركز على عينيه المغلقتين ذو الانتفاخ الطفيف و أنفه، هل كان  يبكي؟ 

مدَّ بيتر يده بتردد لوجه مينهو يمررها على وجنتيه يمسح تلك الآثار ثم رفعها لمستوى شعره يتلمس خصلاته البنية الملتصقة بجبينه، تقوست شفتيه بشكل لاإرادي للأسفل بحزن لحال الأكبر، لما عليه ان يعاني وحده؟، لماذا لا يلجىء له مثلما يفعل هو؟ هل لأنه الأصغر؟ مالمشكلة في ذلك؟ 

رفرفت جفني المستلقي ليُفرِج عن عينيه اللامعتين التي تبدو كأنها مجرة تحوي النجوم داخلها، ليناظر أخيه العابس الذي يرتب خصلاته، رفع مينهو يده ليمسك يد الأصغر يحتويها بين يده بينما يمسح بإبهامه برقة عليها، فتح ثغره متكلما بعد مدة بصوته العميق اثر استيقاظه للتو. 

"مابَالُ رفيقي الصغير، همم؟ لماذا هذا العبوس على شفتيك؟"