فِي ذاك السرير الذي يحتضن جسدا الأخوين اللذان ناما في حضن بعضهما بسبب البارحة،أطل هيونجين من باب الغرفة ليتقدم و يضع غطاءا عليهما بسبب تغير الطقس المفاجىء، كان يسود تلك المنطقة برد شديد يرافقه هطول الأمطار الغزيرة، خرج مغلقا الباب ورائه ذاهبا لوجهة مجهولة في هذا الصباح الباكر.
كانت دموع الغيوم تتضارب مع زجاج النافذة الصلب،و تلك الرياح اشتدت، هذا الصوت المحبب لبيتر جعله يفتح عينيه ببطىء يدعكهما ليعتاد الرؤية، ليقابله أول شيء منظر أخيه النائم بهدوء و خصلات شعره المبعثرة بفوضوية، لاحظ الغطاء الذي كان عليهما و قام بتغطية أخيه جيدا مقررا عدم إيقاظه، استقام ببطىء من السرير حارصا على عدم إحداث صوت يجعل مينهو يستيقظ، و تقدم بأقدامه الحافية على الأرضية الباردة ليرى المنظر خارجا من خلال زجاج النافذة الذي كان يحمل قطرات الأمطار التي تنزلق ببطىء على طوله، كان الجو غائما و الأمطار تهطل بقوة، و الرياح تحرك أوراق الأشجار يمينا و يسارا، الكل عاد لمنزله و القطط اختبئت في أماكنها، استدار بيتر مقررا الخروج من الغرفة، لتأخذه قدماه للمطبخ، توقف لوهلة مقررا إلقاء نظرة على هيونجين في غرفته، فتح باب غرفته ليرى سريره مرتب، ليعقد حاجبيه باستغراب، فهيونجين ليس من عادته الإستيقاظ باكرا، جاب بيتر كل أنحاء البيت و لم يجد هيونجين، ارتبك ينظر للخارج بعدم تصديق، لا يعقل أن هيونجين خرج في هذا الجو!، لا يوجد شخص خارجا الآن!، هذا خطير خاصة اذا اشتدت الرياح، ألقى نظرة من نافذة المطبخ ليلاحظ عدم وجود سيارة هيونجين، اللعنة! هذا سيء جدا، كيف يقود في هذه الحالة!، تخبطت نبضات بيتر، شعر بالخوف و القلق على هيونجين، فهو كأخ كبير له إلى جانب مينهو، صحيح أنهما يغيضان بعضهما دائما، لكن هذه هي لغة حبهما و تعاملهما مع بعض، كإخوة، هيونجين هو من استضافهما في بيته بحفاوة و جعلهم يشعرون كأنه بيتهم،الى جانب أنه صديق أخيه المفضل!، جلس بيتر يهز قدمه بتوتر و يقضم شفتيه ليستقيم بسرعة مقررا اخبار مينهو
هرول بخطواته السريعة لغرفتهم و بدأ يهز مينهو ببطىء ليوقظه كي لا يذعر، فتح مينهو عيونه بصعوبة و دعكهما لمدة ليعتاد على الرؤية، لكن تلك النظرات القلقة على وجه جيسونغ جعلته يستقيم بجزئه العلوي ناظرا له يعقد حاجبيه
"بيتر؟، مابك؟"
نظر له أخوه بعيونه الواسعة تلك ينظر للنافذة التي تُظهر الجو خارجا ثم نظر له بتوتر
قام مينهو باتباع نظراته لينظر للخارج و ذاك الطقس السيء ليعيد نظره له عاقدا حاجبيه هازا رأسه باستفهام ينتظره ان يتكلم، ابتلع بيتر ريقه قائلا بصوت قلق
"هيونجين ليس في البيت، و السيارة ليست هنا أيضا..."
جفل مينهو مستقيما بسرعة أمام بيتر واضعا يديه على كتفي الأصغر يهزه موسعا عينيه
"هل قلت للتو أنه أخذ سيارته!"
أومأ الأخ الأصغر يشعر بالقلق أكثر لرؤية توتر الأكبر، لعن مينهو تحت أنفاسه و أخذ يبحث عن هاتفه بفوضية ليجده تحت الوسادة و بدأ يتصل به، لكن لا رد!،هاتفه مغلق!، جلس مينهو يفكر بتوتر لتطرأ له فكرة، قرر الذهاب لمنزل فيليكس لسؤاله اذا كان يعرف اي شيء عن هيونجين، لربما التقاه او شيء كهذا، استقام آخذا معطفه يرتديه تحت انظار أخيه المترقبة لأفعاله، وجه مينهو اصبعه له بتحذير قائلا بصرامة
" اياك ان تفكر بالخروج او تتبعني، ابقى هنا سأذهب لأسأل فيليكس و أعود"
اراد بيتر الإعتراض لكن عندما رأى تلك التعابير على وجه الأكبر زم شفتيه و اومأ، فمينهو عندما يكون غاضب لا يجب ان تنطق بحرف أمامه، جر بخطواته الى الباب للخروج و كان وراءه بيتر، عندما وضع مينهو يده على مقبض الباب الخشبي الأحمر الداكن، طرق شخص ما على الباب و يبدو مستعجلا او شيء كهذا، عقد الأخوان حاجبيهما يناظران بعضهما، من سيأتي في مثل هذا الجو العاصف؟، فتح مينهو الباب لتقابله هيئة كريستوفر، أب فيليكس، أفسح له مينهو المجال ليدخل بسبب الرياح القوية و أغلق الباب، لم تكن ابتسامة كريس مرسومة على وجهه على غير العادة، بدا قلقا، حدق بهما سائلا
"هل رأيتم فيليكس في أي مكان؟، كان معي و استَأذَنَ كي يذهب للتحدث مع هيونجين صديقكم لكن بعدها لم أره، أين رفيقكم بالمناسبة هل فيليكس هنا؟ انا قلق! "
نظر الأخوان لبعضها البعض بصمت و نظر لمينهو لكريس لا يعرف مايقول، نطق بيتر بتردد عندما لاحظ تعابير مينهو
"سيد كريس... أ... أعني عمي كريس.... هيونجين أيضا لم نره ابدا هذا الصباح..... و نحن كنا بصدد البحث عنه الآن.. كنا آتيين لنسأل فيليكس عنه أيضا....."
نظر له كريستوفر عاقدا حاجبيه ثم نظر لمينهو و كلاهما يفكران، كلاهما يعرفان شخصيتا هذان الصديقين، كريستوفر يعرف ان ابنه الوحيد متعلق بهيونجين لأنه صديقه المفضل و كان يتبعه الى مكان، كان ملتصقا به بمعنى الكلمة، مينهو يعرف هيونجين الذي عندما يفكر بشيء يفعله حتى لو كان خطيرا، فيلكس مستعد لفعل اي شيء مع صديقه، نظر مينهو و كريستوفر لبعضهما يلعنون بصوت عالي عندما توضحت لهم الفكرة
نظر لهم بيتر بعيون متوسعة لما رآه للتو....
بينما، هم عرفوا أن هذان الشابين ذهبا معا لمكان ما في هذا الجو المثالي اللذان رأوه! الذي يشكل خطرا خاصة أنهم ذهبوا بسيارة، العاصفة قادمة و هم قرروا العبث، و متى؟ اليوم!...
أو هذا ماظنه الكبيرين.......
أنت تقرأ
كِذْبَة؟:اللَّهَفْ
Mystery / Thriller"حَيَاتي بأكملهَا كانَت عِبَارة عن كِذبَة" "اعتُصِر خَافِقي لَهَفًا لِفُقدَانِكِ،وَ غَلَّفَتِ العَتمَة رُوحي بَعدَ غِيَابِ نُورِكِ" _الصنف: غُمُوض، تَحقيق _عَلاقات أخَويَّة و صَداقة قَويَّة