في يوم من الأيام عادت كاترينا إلى المنزل كالمعتاد ..
ولكن فجأة تأتي السيدة روبنسن وتقول لها :
" لماذا قمت بمضايقة كلارا في المدرسة ؟ أتغارين من ابنتي كلارا أم ماذا "
أجابتها كاترينا :
" سيدتي أنها تكذب "
ردت السيدة وقالت :
" لم أعلم ابنتي الكذب فإن كان يوجد أحد يكذب فهو أنت "
نزلت كلارا وهي تنظر إلى كاترينا نظرة غيرة ..
وجاءت وقد كانت تصتنع البكاء ..
وقالت لأمها :
" أمي .. إنها دائما ما تضايقني ولكنني لا أخبرك .. ولكن اليوم أهانتني بشدة "
صرخت كاترينا بشدة :
" لماذا تكذبين يا كلارا ؟ "
صرخت السيدة روبنسن وقالت بغضب :
" كفى كاترينا .. لا أدري لماذا تكذبين .. أهاكذا تعامليننا بعد أن اهتممنا بك "
رفعت السيدة روبنسن يدها وقامت بصفعها ..
نزل انجلو سريعا بعد أن سمع أمه تصرخ ..
فإذا بها كاترينا تسقط أرضا من قوة الصفعة التي تلقتها ..
نزل انجلو سريعا ليرى ما حدث لكاترينا ..
تركتها السيدة على الأرض واتجهت لغرفتها وكذلك كلارا ..
اقترب انجلو منها ليراها ..
فإذا بها قد فقدت الوعي من شدة الصفعة التي آلمت قلبها أكثر من وجهها ..
ورأى انجلو خدها وقد احمر بسبب الصفعة ..
اقترب انجلو منها وبدأ يناديها ..
لكنها لم ترد عليه .. فرآها تتصبب عرقا رغم أن الجو بارد ..
لمس انجلو جبهة كاترينا ..
ففوجئ بأن درجة حرارتها عالية .. رفعها سريعا من على الأرض
وحملها إلى غرفتها ..
كان انجلو غاضب من تصرف أمه رغم معرفتها بأن كلارا كاذبة وأن كاترينا يستحيل أن تفعل هذا ..
وكان قلق في نفس الوقت .. بمصير كاترينا أخته التي يحبها ..
قال لها :
" أنا آسف .. كاترينا .. لو أني لم أكن واقفا ودافعت عنك .. لم يكن ليحدث هذا "
فتحت كاترينا عينها وقالت :
" لا بأس عليك يا أخي لم تكن غلطتك "
انهمرت دموع كاترينا وقالت :
" لماذا تعاملني كلارا هكذا ؟ هل استحق كل هذا رغم أني لم أفعل شيئا "
أحس انجلو بحزن كاترينا فقال لها :
" أرجوك كاترينا لا تجهدي نفسك .. ستمرضين أكثر إن بكيتي .. توقفي عن البكاء لأجل خاطري "
وبدأ يمسح دموع كاترينا
فقالت كاترينا : " لم يبقى أحد يحبني "
فرد انجلو على الفور :
" إن لم يبقى أحد يحبك فأنا سأحبك يا أختي .. سأذهب وأحضر لك الدواء "
خرج انجلو من غرفة كاترينا ليحضر الدواء وعند الدرج رأى أمه وهي تقول :
" ألن تذهب معنا إلى الحفل يا عزيزي ؟ "
أجابها انجلو وبكل هدوء :
" لدي اليوم اختبار يجب علي المذاكرة من أجله "
جاءت كلارا وقد لبست فستانها :
" سيفوتك الحفل انجلو "
قالت السيدة روبنسن :
" لا بأس .. ذاكر .. فأنا أريد منك درجات عالية .."
خرجت السيدة روبنسن ومعها ابنتاها ..
ذهب انجلو ليحضر الدواء لكاترينا من صندوق الإسعافاتفتح انجلو الباب .. ورأى أن حال كاترينا سيئة جدا ويجب عليه استدعاء الطبيب ..
اتصل فورا على الطبيب فحضر الطبيب وقال له :
" إن هذه الفتاة تعاني من نقص دم "
اتسعت عينا انجلو وقال ودموعه تتساقط :
" ما العمل إذا ؟ "
أجابه الطبيب وقال :
" يجب عليها أن تأخذ هذا الدواء فهو يعوضها عن ما فقدته .. وعليها أيضا أن تتناول كل ما هو مفيد وتشرب السوائل "
ثم قال بجدية :
" هل يمكنني أن أسألك سؤالين ؟ يا عزيزي "
أجاب أنجلو :
" يمكنك طبعا "
قال الطبيب :
" هل أصيبت هذه الفتاة بصدمة .. أو تلقت ضربة أو صفعة ؟ "
رد أنجلو ودموعه تنهمر وتتساقط :
" هي دائما ما تصاب بصدمات .. ولكن اليوم تلقت صفعة من أمي "
قال الطبيب بجدية :
" عليها أن لا تتلقى الكثير من الصدمات والصفعات .. فهذا يؤدي إلى توترها مما قد يؤدي ذلك لإصابتها بسكتة "
لم يصدق انجلو ما يسمع .. كل هذا تتحمله كاترينا ..
تلك الفتاة المبتسمة تحمل في قلبها كل هذا .. فبدأت دموعه تتساقط أكثر ..
فسأله الطبيب :
" هل أنت بخير ؟ "
رد انجلو :
" كيف أكون بخير وأختي تتألم ؟
أنت لا تحس بألمها .. فقد فقدت والدها .. ويكفيها ما تعانيه من أمي وكلارا .. لماذا أنت يا كاترينا ؟ "
سأل الطبيب :
" سأسألك الآن السؤال الثاني .. هل لك علاقة بهذه الفتاة ؟ "
أجاب انجلو :
" إنها أختي .. التي لم تنجبها أمي .. إنها أختي التي تبنها أبي "
ابتسم الطبيب وقال :
" إذا اعتني بها "
وخرج من المنزل ..
اقترب انجلو ومسح رأس كاترينا :
" لماذا أنت من تعانين ؟ يا ليتني أستطيع أن أقاسمك الحزن والألم "
فتحت كاترينا عينها وقالت وهي لم تكن مستوعبة سبب بكاء انجلو :
" انجلو .. لماذا تبكي ؟ .. أخي هل حصل معك أي شيء .. أجبني "
قال انجلو :
" لم يحدث معي شيء .. ولكن لم أشعر بألمك لم أكن أعلم .. أنك تحملين كل هذا في قلبك "
قالت كاترينا وهي تمسح دموعه :
" لا تقلق انجلو سأكون بخير .. فقد تحملت في الملجأ أكثر من هذا .. فلا تقلق علي "
وابتسمت له ومدت يدها لتلمس وجهه ومسحت دموعه وقالت :
" كيف تشعر ؟ "
رد عليها انجلو وهو يحاول التوقف عن البكاء :
" أشعر بتحسن بعض الشيء .. وأنت هل تشعرين بالألم كما قال الطبيب ؟ "
أجابته كاترينا :
" لا أخفي عليك ولكنني أتوجع من الألم "
اقترب انجلو من كاترينا ورأى أن درجة حرارتها .. ارتفعت
فسكب القليل من الدواء وقال :
" أعدك أنك لن تشعري بالألم .. سأحاول أن أخففه "
شعرت كاترينا بتحسن بعد ما قاله انجلو وقالت :
" شكرا لك .. أخي انجلو أشعر الآن بتحسن "
خرج انجلو وقال :
" ارتاحي الآن .. ونامي وسأمر عليك في وقت لاحق "
ابتسمت كاترينا وغطت في النوم وعاد انجلو لغرفته وهو منهمك في التفكير بكاترينا
أنت تقرأ
قتلتني الوحدة
Romanceكاترينا .. هي بطلة هذه الرواية .. فماذا سيحصل لها ؟ كل هذا في روايتي الأولى قتلتني الوحدة