قتلتني الوحدة

الفصل الحادي عشر .. السيدة روبنسن .. تبكي ؟!

كاترينا .. عرفت ما المرض الذي أصابها .. وأصبح عمرها في السادس عشر ولم يبق لها سوى سنتين وتغادر .. بيت عائلة روبنسن ..
ولكن انجلو ومارتين ونامي .. معها يساعدونها .. فهل ينظم إليهم أحد آخر يساعد كاترينا ؟
سنعلم كل هذا في هذا الفصل

بعد ما أصيبت كاترينا بذلك المرض .. أصبحت لا تقوى على العمل ..
فأصبحت تصاب كثيرا بالدوار والتعب .. ورغم كل هذا تتحمل كل هذه الآلام ..
ولكن إلى متى ستتحمل ؟ والسيدة روبنسن وكلارا يضاعفان الألم آلام ..
وفي كل يوم تعود للمدرسة تستحم ومن ثم تقوم بحل فرائضها المدرسية ثم مساعدة السيدة روبنسن .. وبعدها تعود لغرفتها .. وتأخذ دوائها وتنام ..

في يوم من الأيام .. وهي إجازة نهاية الأسبوع .. في هذا اليوم طلب انجلو من أمه .. أن يصطحب كاترينا معه .. ليتجولا في إحدى الحدائق ..
لم تمانع السيدة روبنسن .. وطلبت من كاترينا أن تتجهز لتذهب مع أخيها ..
وتترك الباب مفتوحا .. فهي ستقوم بتنظيف غرفة كاترينا ..

تجهزت كاترينا .. ولبست ملابسها الزاهية .. وأخذت حقيبتها ولبست قلادة أمها التي تحتوي على المفتاح .. وخرجت مع أخيها انجلو ... مودعة السيدة روبنسن
سألها انجلو وهو ينظر نحوها :
" كيف حالك كاترينا ؟ "
أجابته والإبتسامة على وجهها :
" أنا بخير ولكن .. مرضي يزداد يوما بعد يوم "
فقال انجلو :
" لا تقلقي .. فقط التزمي بالدواء وستعودين كما كنت "
وفي الحديقة جلسا يتحدثان عن كثير من الأمور التي تتعلق بهما ..

أما في بيت عائلة روبنسن .. انتهت السيدة روبنسن من تنظيف وترتيب غرفة كلارا .. فكلارا لم تكن موجودة هي وجين .. فهما قد خرجتا من المنزل .. مع خالتهما .. دخلت السيدة روبنسن غرفة كاترينا .. التي لم تكن بجمال غرفة كلارا أو غرفة جين ..

بدأت بالتنظيف ولم تستغرق سوى نصف ساعة لتنظف وترتب كل شيء في الغرفة .. فهي ستكون في البيت وحدها هي وكاترينا .. فجين وكلارا سيبيتان في بيت خالتهما ..

سيطر الفضول على السيدة روبنسن .. بعد انتهائها من التنظيف .. وقامت بفتح الدواليب في غرفة كاترينا ..
فقامت بفتح الدولاب السفلي .. ولم تجد فيه سوى أقلام وبعض المجوهرات التي اشترها لها السيد روبنسن وبعض دفاترها وكتبها المدرسية ..
لم تمنع نفسها .. فقامت السيدة روبنسن بفتح الدولاب الأوسط ..
فوجدت فيه .. شرائط الشعر التي تستخدمها في شعرها .. وبعض أشعارها ورسوماتها .. وطبعا السيدة روبنسن قامت بقراءة بعض أشعارها .. ونظرت لبعض رسوماتها .. فالسيدة روبنسن إنسانة فضولية ..
فقامت بفتح الدولاب الأعلى والذي بجانب سريرها .. فلم تجد سوى الأدوية .. كان ذلك الدولاب مليء بالأدوية ..
نظرت السيدة روبنسن إلى الأدوية ثم قالت في نفسها :
" ما هذه الأدوية ؟ ماذا تفعل كاترينا بكل هذا ؟ فلنقم بتفحصها "
اقتربت السيدة روبنسن أكثر ثم قامت بقلب الدولاب رأسا على عقب .. ثم وجدت أوراقا .. كانت تلك الأوراق .. أوراق كاترينا .. وفحوصاتها ومواعيدها ..

بدأت تقرأها إلى أن وصلت إلى كلمة نتيجة الفحص .. اتسعت عين السيدة روبنسن .. لم تصدق ما رأته .. هل كاترينا تعاني كل هذا ؟
وهل تتحمل كل هذه الآلام كل يوم ..
قامت بإعادة كل شيء إلى مكانه .. وهي ما زالت في صدمتها ...

خرجت من غرفة كاترينا ... ودخلت غرفتها وهي تفكر في كاترينا وكيف كانت تعاملها .. بدأت تحس بكاترينا .. لدرجة أن دموعها تساقطت ..
تلك المرأة القاسية التي لا يلين قلبها شيء .. تبكي

كانت الساعة التاسعة .. أوصلها انجلو إلى البيت وانتظر هو مارتين أخيه ليأتي ويصطحبه .. دخلت كاترينا البيت سعيدة .. فقد كانت أول مرة تخرج مع أخيها انجلو وتستمتع .. وعندما أغلقت الباب .. سمعت السيدة روبنسن صوت الباب فعلمت أن كاترينا وصلت ..
نزلت السيدة روبنسن من الدرج ونظرت إلى كاترينا ..
ثم لم يمر سوى لحظات حتى وجدت كاترينا نفسها في حضن السيدة روبنسن التي لم تشعرها بطعم الحنان ..
ثم قالت السيدة روبنسن بتقطع :
" فعلا .. أنا آسفة لم أكن أدري أنك تعانين .. لدرجة أنك مصابة بمرض نقص الدم .. لن أرهقك بعد اليوم .. سأعتني بك كما أعتني بجين وكلارا ... أرجوك سامحيني .. لقد قسوت عليك كثيرا "
أحست كاترينا بندم السيدة روبنسن .. فعانقتها ودموعها سبقت كلماتها :
" لا بأس سيدتي .. لقد سامحتك .. لقد أقنعت نفسي طول هذه السنين .. أنك لم تكوني تقصدين "
قالت السيدة روبنسن وهي تمسح دموعها :
" عندما جئت للبيت .. كنت غاضبة ولم أتحملك .. ولكن بدأت أعتاد عليك .. واعتدي عليك بالضرب .. ولكن بعد ما عرفت ما فيك .. وكل هذه السنوات .. وأنت صامتة .. أنا فعلا فعلا آسفة .. سامحيني "
قالت كاترينا وهي ما تزال في حضن السيدة روبنسن :
" شكرا سيدتي .. على حضنك لي فقد تذكرت أمي التي كانت تحضنني .. "
ثم صعدت الدرج ودموعها تتساقط وقالت وهي تنظر نحو السيدة روبنسن :
" شكرا لك .. سيدتي لإعادتك الذكريات الجميلة مع والداي .. لن أنسى معروفك .. شكرا فعلا "

ثم دخلت غرفتها .. وهي سعيدة للغاية .. شربت دوائها .. ثم غطت في نوم عميق ..
بينما السيدة روبنسن كانت سعيدة .. لأن كاترينا سامحتها ..

بدأت بداية جديدة وعلاقة جديدة فهل ستستمر .. أم أن هناك من سيفسدها .. ستعلمون كل هذا في الفصل القادم وهي .. نيران كلارا تشتعل